المُضَافُ إِلَى يَاءِ المُتَكَلِّمِ، وَالرَّابِعُ: هُوَ الفِعْلُ المُضَارِعُ المُعْتَلُّ بِالأَلِفِ، وَالخَامِسُ: هُوَ الفِعْلُ المُضَارِعُ المُعْتَلُّ بِالوَاوِ، وَالسَّادِسُ: هُوَ الفِعْلُ المُضَارِعُ المُعْتَلُّ بِاليَاءِ.
فَهَذَا التَّغْيِيرُ الحَاصِلُ فِي الاسْمِ وَالفِعْلِ: سَبَبُهُ المُؤَثِّرَاتُ الَّتِي دَخَلَتْ عَلَيْهِمَا؛ فَمِنْهَا مَا كَانَ بِسَبَبِ وُجُودِ الفِعْلِ، أَوْ دُخُولِ حَرْفِ جَرٍّ أَوْ نَصْبٍ أَوْ جَزْمٍ، أَوْ غَيْرِهَا مِنَ العَوَامِلِ.
فَهَذَا هُوَ الإِعْرَابُ، وَسَيَأْتِي ذِكْرُ المُؤَثِّرَاتِ فِي أَبْوَابِهَا.
وَلَيْسَتِ الكَلِمَاتُ كُلُّهَا مُعْرَبَةً؛ فَمِنْهَا مَا لَا يَتَغَيَّرُ آخِرُهُ أَبَدًا، لَا بِسَبَبِ التَّعَذُّرِ أَوِ الثِّقَلِ - كَمَا سَبَقَ بَيَانُهُ -؛ إِنَّمَا بِسَبَبِ وُجُودِ عَلَامَةٍ وَاحِدَةٍ فِي آخِرِهَا لَا تُفَارِقُهَا، وَيُسَمَّى ذَلِكَ بِالبِنَاءِ، أَلَا تَرَى أَنَّ كَلِمَةَ «هَؤُلَاءِ» فِي قَوْلِكَ: «جَاءَ هَؤُلَاءِ» وَ «رَأَيْتُ هَؤُلَاءِ» وَ «مَرَرْتُ بِهَؤُلَاءِ» قَدْ بَقِيَتْ مَكْسُورَةَ الآخِرِ فِي مَحَلِّ الرَّفْعِ وَالنَّصْبِ وَالجَرِّ؟ فَهَذَا هُوَ البِنَاءُ، وَهُوَ: مَا لَا يَتَغَيَّرُ آخِرُهُ، وَيُقَالُ فِيهِ: مَبْنِيٌ عَلَى الكَسْرِ، وَلَا يُقَالُ: مَرْفُوعٌ فِي المِثَالِ الأَوَّلِ، وَلَا مَنْصُوبٌ فِي الثَّانِي، وَلَامَجْرُورٌ فِي الثَّالِثِ.
وَالإِعْرَابُ يَكُونُ فِي أَكْثَرِ الأَسْمَاءِ، وَفِي الفِعْلِ المُضَارِعِ فِي حَالَتِهِ الإِعْرَابِيَّةِ.
أَمَّا البِنَاءُ فَيَكُونُ فِي: حُرُوفِ المَعَانِي كُلِّهَا، وَالفِعْلِ المَاضِي، وَفِعْلِ الأَمْرِ، وَبَعْضِ الأَسْمَاءِ، وَبَعْضِ أَحْوَالِ الفِعْلِ المُضَارِعِ.
(وَأَقْسَامُهُ) أَيِ الإِعْرَابِ (أَرْبَعَةٌ): الأَوَّلُ: (رَفْعٌ) أَيِ الضَّمَّةُ وَمَا يَقُومُ مَقَامَهَا، (وَ) الثَّانِي: (نَصْبٌ) أَيِ الفَتْحَةُ وَمَا يَقُومُ مَقَامَهَا، (وَ) الثَّالِثُ: (خَفْضٌ) أَيِ الكَسْرَةُ وَمَا يَقُومُ مَقَامَهَا، (وَ) الرَّابِعُ: (جَزْمٌ) أَيِ السُّكُونُ وَمَا يَقُومُ مَقَامَهُ، وٍََسَيَأْتِي ذِكرُ كُلِّ عَلَامَةٍ وَمَا يَقُومُ مَقَامَهَا فِي بَابِ مَعْرِفَةِ عَلَامَاتِ الإِعْرَابِ.
(فَلِلْأَسْمَاءِ مِنْ ذَلِكَ) التَّقْسِيمِ ثَلَاثَةٌ: الأَوَّلُ: (الرَّفْعُ)، نَحْوُ: «زَيْدٌ»، (وَ) الثَّانِي: (النَّصْبُ)، نَحْوُ: «زَيْدًا»، (وَ) الثَّالِثُ: (الخَفْضُ) أَيِ الجَرُّ، نَحْوُ «زَيْدٍ»،
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute