للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

رواه مسلم أيضاً عن الحسن بن علي الحلواني عن عمرو بن عاصم به (١) .

فهذا الحديث استنكره بعض النقاد كالبرديجي (٢) ، وأبو حاتم - رحمهم الله -.

قال الحافظ البرديجي: "هذا عندي حديث منكر، وهو عندي وهم من عمرو بن عاصم" (٣) .

ونقل ابن أبي حاتم عن أبيه أنه قال: "هذا الحديث باطل بهذا الإسناد" (٤) .

وقد أجاب بعض الحفاظ المتأخرين، على كلام البرديجي وأبي حاتم - رحمهما الله - ومن هؤلاء الإمام الناقد ابن رجب في شرحه لعلل الترمذي، والحافظ ابن حجر في شرحه لهذا الحديث من الفتح، وسأنقل فيما يلي كلامهما.

قال ابن رجب: "ولعل أبا حاتم والبرديجي نما أنكر الحديث لأن عمرو بن عاصم ليس هو عندهما، في محل من يحتمل تفرده بمثل هذا الإسناد (٥) ".

وقال الحافظ ابن حجر - بعد نقله كلام البرديجي:

" لم يبين (أي البرديجي) وجه الوهم، وإما إطلاقه كونه منكراً


(١) كتاب التوبة، باب إن الحسنات يذهبن السيئات، حديث رقم (٢٧٦٤) ، ج٤ ص٢١١٧.
(٢) هو الإمام الحافظ الثبت، أبو أحمد بن هارون بن روح البرديجي، نزيل بغدد، له مصنفات منها الأسماء المفردة وقد طبع، وكتاب معرفة المتصل من الحديث والمرسل والمقطوع وبيان الطرق الصحيحة، مات سنة (٣٠١هـ) ، ترجمته في الأنسا ج٢ ص١٤٨، وتذكرة الحافظ: ج٢ ص٧٤٦.
(٣) شرح العلل ص٢٥٣.
(٤) المصدر نفسه: وانظر أيضاً "علل الحديث" لابن أبي حاتم: ج٢ ص٤٥٤.
(٥) شرح العلل ص٢٥٣.

<<  <   >  >>