للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عمر حين طعن في غبش (١) السحر فاحتملته أنا ورهط معي وكنا في المسجد حتى إذا أدخلناه بيته وأمر عمر عبد الرحمن بن عوف يصلي بالناس وغشي على عمر من النزف فلم يزل في غشيته (٢) حتى أسفر (٣). ثم أفاق فقال:

أصلّى الناس؟ فقلنا: نعم. فقال: لا إسلام لمن ترك الصلاة. ثم دعا بوضوء فتوضأ ثم صلّى ثم قال حين سلم: يا عبد الله بن عباس اخرج فسل من قتلني قال: ففتحت الباب فإذا الناس مجتمعون جاهلون بخبر عمر. فقلت: من طعن أمير المؤمنين؟ قالوا: طعنه عدو الله أبو لؤلؤة (٤). فرجعت إلى عمر أخبره. قال: فإذا عمر يبدني (٥) النظر يسألني خبر ما بعثني إليه. فقلت:

أرسلتني يا أمير المؤمنين أسأل من قتلك. فكلمت الناس فزعموا أنه طعنك أبو لؤلؤة غلام المغيرة بن شعبة وطعن معك رهطا وقتل نفسه. فقال عمر:

الله أكبر. الحمد لله الذي لم يجعل قاتلي يحاجني عند الله بسجدة سجدها له. ولقد عرفت ما كانت العرب لتقتلني. أنا أحب إليها من ذلك (٦).


(١) غبش السحر: الغبش هو شدة الظلمة والمراد هنا بقية الظلمة يخالطها بياض الفجر.
لسان العرب. مادة غبش.
(٢) في المحمودية (غشية).
(٣) أسفر: أضاء قبل طلوع الشمس (لسان العرب. مادة: سفر).
(٤) هو غلام المغيرة بن شعبة واسمه فيروز.
(٥) يبدني النظر: أي أعطاه حظه من النظر استعجالا لما بعثه إليه (اللسان: مادة:
بدد).
(٦) في المحمودية، ذاك،.

<<  <  ج: ص:  >  >>