(٢) لأنه قد اجتمع عليه الناس ما عدا طائفة يسيره من أهل الشام. وبويع لمروان في الشام بعد عقد البيعة لابن الزبير. وحتى مروان كان قد عزم على المبايعة لابن الزبير. ولكن صده عن ذلك بعض أنصار بني أمية. قال ابن كثير: ٨/ ٢٣٨ وعند ابن حزم وطائفة أن ابن الزبير أمير المؤمنين في هذا الحين. ونقل ابن عبد البر. في ترجمة مروان. من كتابه الاستيعاب (ص: ٩١٠) عن مالك أنه قال: ابن الزبير كان أفضل من مروان وكان أولى بالأمر من مروان ومن ابنه. وقال النووي في شرح صحيح مسلم: ١٦/ ٩٩: ومذهب أهل الحق أن ابن الزبير كان مظلوما. وأن الحجاج ورفقته كانوا خوارج عليه. ونقل السيوطي في تاريخ الخلفاء (ص: ٢١٢) عن الذهبي أنه قال: إن مروان لا يعد في أمراء المؤمنين. بل هو باغ خارج على ابن الزبير. ولا عهده لابنه بصحيح. وإنما صحت خلافة عبد الملك من حين قتل ابن الزبير. وقال السيوطي: إنه الأصح. وانظر قول ابن حزم في أسماء الخلفاء والولاة (ص: ٣٥٩) ضمن جوامع السيرة ورسائل أخرى. وأخرج ابن عساكر (ص: ٤٥٦) بسنده إلى عبد الله بن شعيب الحجبي. أن أمير المؤمنين المهدى لما جرد الكعبة. كان فيما نزع كسوة من ديباج مكتوب عليه: لعبد الله أبي بكر أمير المؤمنين. وانظر الخبر في العقد الثمين: ٥/ ١٧٤. ويرى آخرون أن أيامه أيام فتنة كما في تاريخ الخلفاء لمحمد بن يزيد (ص: ٣٠) وتاريخ دمشق لابن عساكر (ص: ٤٩٥) نقلا عن نافع مولى ابن عمر (ص: ٤٩٩) نقلا عن تاريخ أبي حفص الفلاس. وقد امتنع عن بيعته عبد الله ابن عباس ومحمد بن الحنفية وعبد الله بن عمر بن الخطاب. واعتبروا أيامه أيام فتنة وقالوا له: لا نبايع حتى يجتمع عليك الناس. انظر مواقفهم مفصلة في: عبد الله بن الزبير والأمويون (١١٩ - ١٣٢)، رسالة ماجستير في قسم التاريخ. كلية الآداب. جامعة الملك سعود. إعداد عبد الله عثمان الخراشي عام ١٤٠٨ هـ.