للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الروايات على سبيل الحصر والاستقصاء لكافة المصادر وبحسب تنوعها (١) تُحقق وفق الأصول العلمية، لِيُعْرَفَ الصواب من الزائف، والحق من الباطل، وذلك يحتاج إلى جهد كبير، ودراية علمية، وخبرة واسعة بمصادر التراث الإسلامي، وهذا ينطبق على كافة القضايا في التاريخ الإسلامي، إذ كثير من الباحثين المعاصرين يكتبون في هذه القضايا وهم لا يملكون الدراية العلمية بمناهج علمائنا السابقين، فتأتي أبحاثهم ناقصة، وأحكامهم ضعيفة ومستعجلة، وغير محيطة بالقضية من كافة جوانبها، ومما ينبغي التنبيه عليه في هذا المقام أن الاستقامة الفكرية على الاعتقاد الصحيح ومنهاج أهل السنة والجماة، من أكبر العوامل لإصابة الحق، وتوفر الاتزان العلمي في البحث، وذلك أن التلوّث بشيء من الانحرافات الفكرية المعاصرة، أو الاتجاهات البدعية التي ظهرت على امتداد التاريخ الإسلامي، لا يوفر لصاحبه الاتزان العلمي المطلوب في بحث القضايا، وإنما يسوقه هواه، وانحرافه، وبدعته، إلى تبني أحكام مُسبقة، ثم يلتقط من الأدلة ما يؤيدها ويقررها ويترك ما عداها.

• موارده في الطبقة الخامسة:

الموارد: هي المصادر التي استقى منها المؤلف معلوماته، سواء كانت كُتُبًا تحمل روايتها حسب طرق التحمل (٢) المعلومة عند المحدثين، أو مشائخ ورواة لقيهم وسمع منهم مباشرة.


(١) لا ينبغي للباحث أن يحبس نفسه على مصادر ومراجع تخصص معين مثل المصادر التاريخية أو الأدبية أو الحديثية. إذ أن تشابك العلوم وتداخل التخصصات وخدمة بعضها لبعض أمر واقع، ولا يمكن للباحث أن يخرج بنتيجة كاملة ما لم يوسع اطلاعه على كافة المصادر اللازمة في التخصصات المتعددة.
(٢) انظر عنها، الباعث الحثيث لابن كثير (ص: ١٠٩ - ١١٩)، وشرح تحفة الفكر لابن حجر (ص: ١٣٥ - ١٤٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>