للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

متاعه. ونزل الأبيض قصر كسرى. [وقال: عليكم لعنة الله من أهل قرية.

فقد علمت أن لا خير فيكم. قتلتم أبي بالأمس. واليوم تفعلون بي هذا].

ثم دعا عمرو بن سلمة الأرحبي (١). فأرسله وكتب معه إلى معاوية بن أبي سفيان يسأله الصلح ويسلم له الأمر على أن يسلم له ثلاث خصال. يسلم له بيت المال فيقضي منه دينه ومواعيده التي عليه. ويتحمل منه هو ومن معه من عيال أبيه وولده وأهل بيته. ولا يسب علي وهو يسمع. وأن يحمل إليه خراج فسا (٢) ودرابجرد (٣) من أرض فارس كل عام إلى المدينة ما بقي.

فأجابه معاوية إلى ذلك وأعطاه ما سأل. ويقال: بل أرسل الحسن بن علي عبد الله بن الحارث بن نوفل إلى معاوية حتى أخذ له ما سأل. وأرسل معاوية عبد الله بن عامر بن كريز. وعبد الرحمن بن سمرة بن حبيب بن عبد شمس (٤) فقدما المدائن إلى الحسن فأعطياه ما أراد. ووثقا له. فكتب إليه


(١) عمرو بن سلمة بن عميرة بن مقاتل بن أرحب الهمداني روى عن علي وأبي موسى الأشعري.
قال ابن سعد: كان شريفا فصيحا وكان ثقة قليل الحديث. وذكره ابن سعد في الطبقة الأولى من التابعين من أهل الكوفة ومات سنة ٨٥ هـ (الطبقات الكبرى: ٦/ ١٧١ وتهذيب التهذيب: ٨/ ٤٢).
(٢) فسا: كلمة أعجمية وقد ينطقون بها بسا- بالباء- وهي مدينة بفارس في كورة دارابجرد بينها وبين شيراز. أربع مراحل (معجم البلدان: ٤/ ٢٦٠).
(٣) دارابجرد: بعد الألف الثانية باء موحدة ساكنة وجيم مكسورة. وهي ولاية بفارس ينسب إليها مجموعة من العلماء فيقال: الداربجردي. (معجم البلدان:
٢/ ٤١٩).
(٤) عبد الرحمن بن سمرة بن حبيب بن عبد شمس. يقال: كان اسمه عبد كلال وقيل:
عبد الكعبة فغيره النبي -صلى الله عليه وسلم-. صحابي جليل شهد غزوة تبوك مع النبي -صلى الله عليه وسلم-.
وشهد فتوح العراق وهو الذي افتتح سجستان وكابل في خلافة عثمان رضي الله عنه. سكن البصرة وإليه تنسب سكة ابن سمرة بالبصرة. وتوفي بها سنة ٥٠ هـ (الإصابة: ٤/ ٣١٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>