للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وليجعلن هذا الأمر إليه. فلما توثق منه الحسن. قال ابن (١) جعفر (٢): والله إني لجالس عند الحسن إذ أخذت لأقوم فجذب بثوبي وقال: اقعد يا هناه (٣) اجلس (٤). فجلست. قال (٥): إني قد رأيت رأيا وأحب (٦) أن تتابعني عليه قال: قلت: ما هو؟ [قال: قد رأيت أن أعمد إلى المدينة فأنزلها وأخلي بين معاوية وبين هذا الحديث. فقد طالت الفتنة وسقطت فيها الدماء وقطعت فيها الأرحام وقطعت السبل وعطلت الفروج (٧) - يعني الثغور- فقال ابن جعفر: جزاك الله عن أمة محمد خيرا فأنا معك على هذا الحديث فقال الحسن: ادع لي الحسين. فبعث إلى حسين فأتاه فقال: أي أخي إني قد رأيت رأيا وإني أحب أن تتابعني عليه. قال: ما هو؟ قال: فقص عليه الذي قال لابن جعفر. قال الحسين: أعيذك بالله أن تكذب عليا في قبره وتصدق معاوية. فقال الحسن: والله ما أردت أمرا قط إلا خالفتني إلى غيره. والله لقد هممت أن أقذفك في بيت فأطينه عليك حتى أقضي أمري قال: فلما رأى الحسين غضبه قال: أنت أكبر ولد علي وأنت خليفته وأمرنا لأمرك تبع فافعل ما بدا لك فقام الحسن فقال: يا أيها الناس إني كنت أكره الناس لأول


(١) في الأصل:، أبو،. والتصحيح من المحمودية.
(٢) هو عبد الله بن جعفر الطيار ستأتي ترجمته في هذه الطبقة.
(٣) يا هناه: يعني يا رجل (لسان العرب، مادة:، هنن،: ١٣/ ٤٣٨).
(٤) في المحمودية جاءت العبارة هكذا، وقال: يا هناه اجلس،.
(٥) في المحمودية، فقال،.
(٦) في نسخة المحمودية، وإني أحب،.
(٧) الفرج: الثغر المخوف وهو موضع المخافة. وجمعه فروج. وسمي فرجا لأنه غير مسدود. وفي حديث عمر: قدم رجل من بعض الفروج- يعني الثغور- واحدها فرج (لسان العرب مادة، فرج،: ٢/ ٣٤٢).
أراد أن الجهاد في ثغور المسلمين توقف بسبب الفتن الداخلية وانصراف الجهود إليها وانشغال الناس بها.

<<  <  ج: ص:  >  >>