للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فاجتمعت هاشم. وتيم. وزهرة. وأسد. وبنو جعونة بن شعوب من بني ليث (١) قد تلبسوا السلاح. وعقد مروان لواء وعقد حسين بن علي لواء. فقال الهاشميون:

يدفن مع النبي -صلى الله عليه وسلم- حتى كانت بينهم المراماة بالنبل. وابن جعونة بن شعوب يومئذ شاهر سيفه. فقام في ذلك رجال من قريش. عبد الله بن جعفر بن أبي طالب والمسور بن مخرمة بن نوفل. وجعل عبد الله بن جعفر يلح على حسين وهو يقول: يا ابن عم ألا تسمع (٢) إلى عهد أخيك: [إن خفت أن يهراق في محجم من دم فادفني بالبقيع مع أمي، أذكرك الله أن تسفك الدماء]،. وحسين يأبى دفنه إلا مع النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو يقول ويعرض: مروان (٣) ما له ولهذا؟ قال: فقال المسور بن مخرمة: يا أبا عبد الله اسمع مني. قد دعوتنا بحلف الفضول فأجبناك. تعلم أني سمعت أخاك يقول قبل أن يموت بيوم: يا ابن مخرمة إني قد عهدت إلى أخي أن يدفنني مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إن وجد إلى ذلك (٤) سبيلا. فإن خاف أن يهراق في ذلك محجم من دم فليدفني مع أمي في البقيع. وتعلم أني أذكرك الله في هذه الدماء. ألا ترى ما هاهنا من السلاح والرجال. والناس سراع (٥) إلى الفتنة. قال: وجعل الحسين يأبى. وجعلت


(١) بنو جعونة بن شعوب لم يكونوا من أهل حلف الفضول ولكنهم دخلوا مع بني هاشم بعد الإسلام لصداقة كانت بين أبي بكر بن جعونة وبين العباس بن عبد المطلب. (انظر ابن حبيب، المنمق في أخبار قريش: ص ٢٤٩).
(٢) في المحمودية، ألم،.
(٣) في الأصول:، مروان لي ما له … ، ولا معنى لها.
(٤) مكررة في الأصل.
(٥) في المحمودية: سراعا.

<<  <  ج: ص:  >  >>