للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الوليد بن رباح. قال: سمعت أبا هريرة يومئذ يقول لمروان: والله ما أنت وال وإن الوالي لغيرك فدعه. ولكنك تدخل في ما لا يعنيك. إنما تريد بهذا إرضاء من هو غائب عنك (١). قال: فأقبل عليه مروان مغضبا فقال له: يا أبا هريرة إن الناس قد قالوا أكثر عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الحديث. وإنما قدم قبل وفاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بيسير.

فقال أبو هريرة: قدمت والله ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- بخيبر سنة سبع وأنا يومئذ قد زدت على الثلاثين سنة سنوات. فأقمت معه حتى توفي -صلى الله عليه وسلم- أدور معه في بيوت نسائه وأخدمه. وأنا والله يومئذ مقل (٢) وأصلي خلفه وأغزو وأحج معه. فكنت والله أعلم الناس بحديثه/ قد والله سبقني قوم بصحبته والهجرة. من قريش والأنصار، فكانوا يعرفون لزومي له فيسألوني عن حديثه. منهم عمر بن الخطاب- وهدي عمر هدي عمر- ومنهم عثمان وعلي والزبير وطلحة. ولا والله ما يخفى علي كل حدث كان بالمدينة. وكل من أحب الله ورسوله. وكل من كانت له عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- منزلة. وكل صاحب لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-. فكان أبو بكر رضي الله عنه صاحبه في الغار. وغيره قد أخرجه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من المدينة أن يساكنه (٣). فليسألني أبو عبد الملك عن هذا وأشباهه فإنه يجد عندي منه علما كثيرا جما. قال: فو الله إن زال مروان يقصر عنه عن هذا الوجه بعد ذلك ويتقيه ويخاف جوابه. ويحب على ذلك أن ينال من أبي هريرة ولا يكون


(١) يعني معاوية.
(٢) أي قليل المال فلا يشغلني شيء عن ملازمة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
(٣) يعرض بالحكم بن أبي العاص والد مروان فقد أخرجه النبي -صلى الله عليه وسلم- من المدينة فسكن الطائف حتى خلافة عثمان (الإصابة: ٢/ ١٠٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>