للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وتوفي معاوية ليلة النصف من رجب سنة ستين (١). وبايع الناس ليزيد.

فكتب يزيد مع عبد الله بن عمرو بن أويس العامري- عامر بن لؤي- إلى الوليد (٢) بن عتبة بن أبي سفيان وهو على المدينة. أن ادع الناس فبايعهم. وابدأ بوجوه قريش. وليكن أول من تبدأ به الحسين بن علي. فإن أمير المؤمنين عهد إلي في أمره الرفق به واستصلاحه. فبعث الوليد بن عتبة من ساعته- نصف الليل- إلى الحسين بن علي وعبد الله (٣) بن الزبير فأخبرهما بوفاة معاوية ودعاهما إلى البيعة ليزيد. فقالا: نصبح وننظر ما يصنع الناس (٤). [ووثب الحسين فخرج وخرج معه ابن الزبير وهو يقول: هو يزيد الذي تعرف (٥). والله ما حدث له حزم ولا مروءة.] وقد كان الوليد أغلظ للحسين فشتمه الحسين. وأخذ بعمامته فنزعها من رأسه. فقال الوليد: إن أهجنا بأبي عبد الله إلا أسدا.


(١) هذا الذي ذكره هو قول الواقدي.
وقد قال الطبري في تاريخه ٥/ ٣٢٣: اختلف في وقت وفاته بعد إجماع جميعهم على أن هلاكه كان في سنة ستين من الهجرة وفي رجب منها. وممن حكى الإجماع على هذا. ابن كثير في البداية والنهاية: ٨/ ١٤٢. وقد ذكر الطبري ثلاثة أقوال في يوم وفاته من شهر رجب أحدها: قول الواقدي. والآخر: قول ابن الكلبي وإنه لهلال رجب. والثالث: قول المدائني لثمان بقين من رجب. ونسبه ابن كثير ٨/ ١٤٣: لابن إسحاق وزاد قولا رابعا. نسبه لليث بن سعد. أن وفاته. كانت لأربع خلت من رجب.
(٢) الوليد بن عتبة بن أبي سفيان ابن أخي معاوية. تولى المدينة لمعاوية. ولابنه يزيد.
ثم سكن دمشق. وكان بها أيام بايع الضحاك بن قيس لابن الزبير. فأنكر ذلك فحبسه الضحاك. وكان جوادا حليما (راجع تاريخ دمشق: ١٧/ ل ٨٦١).
(٣) في الأصل: وعنده عبد الله وما أثبت من نسخة المحمودية وابن عساكر.
(٤) (الناس) ساقطة من الأصل واستدركت من المحمودية.
(٥) في المحمودية:، نعرف،.

<<  <  ج: ص:  >  >>