للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال: فكتب إليه عبد الله بن عباس: إني أرجو أن لا يكون خروج الحسين لأمر تكرهه. ولست أدع النصيحة له فيما يجمع (١) الله به الألفة ويطفي به النائرة (٢).

ودخل عبد الله بن عباس على الحسين: فكلمه طويلا (٣) وقال: أنشدك الله أن تهلك غدا بحال مضيعة. لا تأتي العراق. وإن كنت لا بد فاعلا فأقم حتى ينقضي الموسم وتلقى الناس وتعلم على ما يصدرون. ثم ترى رأيك.

وذلك في عشر ذي الحجة سنة ستين (٤).

فأبى الحسين إلا أن يمضي إلى العراق. فقال له ابن عباس: والله إني لأظنك ستقتل غدا بين نسائك وبناتك كما قتل عثمان بين نسائه وبناته. والله إني لأخاف أن تكون الذي يقاد به عثمان. ف إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ.

فقال الحسين (٥): أبا العباس إنك شيخ قد كبرت.

فقال ابن عباس: لولا أن يزري ذلك بي أو بك لنشبت يدي في رأسك.

ولو أعلم أنا إذا تناصينا أقمت لفعلت. ولكن لا أخال ذلك نافعي.

[فقال له الحسين: لئن أقتل بمكان كذا وكذا أحب إلي أن تستحل بي- يعني مكة]- قال: فبكى ابن عباس وقال: أقررت عين ابن الزبير فذلك الذي سلى بنفسي عنه (٦).


(١) في المحمودية:، في كل ما يجمع،.
(٢) النائرة: الفتنة والعداوة والشحناء (لسان العرب مادة: نور: ٥/ ٢٤٥).
(٣) في المحمودية، ليلا طويلا،.
(٤) تاريخ دمشق: ٥/ ل ٦٦. والبداية والنهاية: ٨/ ١٦٤.
(٥) ساقطة من المحمودية.
(٦) تاريخ الطبري: ٥/ ٣٨٤ من طريق أبي مخنف وبسياق فيه زيادات. وتاريخ دمشق: ٥/ ل ٦٦. وسير أعلام النبلاء: ٣/ ٢٩٧. والبداية والنهاية:
٨/ ١٦٤. ١٦٥.
وقد أخرج قول ابن عباس لولا أن يزري ذلك بي أو بك … وجواب حسين عليه الطبراني في الكبير: ٣/ ١١٩ وقال الهيثمي في المجمع ٩/ ١٩٢: رجاله رجال الصحيح. وهو كما قال. خلا شيخ الطبراني. علي بن عبد العزيز أبو الحسن البغوي. قال أبو حاتم: صدوق. وقال الذهبي: الصدوق شيخ الحرم. ومقته النسائي لكونه يأخذ على الحديث أجره. انظر تذكرة الحفاظ: ٢/ ٦٢٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>