للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

صديقا. كان كثير الغشيان له. وكان ممن حضر غسله وكفنه. ولقد رأيته أخرج به من داره وعلى كفنه لفافة برد مبرك (١) إني لأراه ثمن مائة دينار.

والولائد خلف سريره قد شققن الجيوب. والناس يزدحمون على سريره. وأبان ابن عثمان قد حمل السرير بين العمودين فما فارقه حتى وضعه بالبقيع. وإن دموعه لتسيل على خديه وهو يقول: كنت والله خيرا لا شر فيك. وكنت والله شريفا واصلا برا. كنت والله وكنت.

قال محمد بن عمر: مات عبد الله بن جعفر سنة ثمانين. وهو عام الجحاف (٢): سيل كان ببطن مكة جحف الحاج وذهب بالإبل وعليها الحمولة. وكان الوالي يومئذ على المدينة أبان بن عثمان في خلافة عبد الملك بن مروان. وهو صلّى عليه. وكان عبد الله بن جعفر يوم توفي ابن تسعين سنة (٣).


(١) برد مبرك: أي على هيئة بروك البعير (انظر اللسان: ١٠/ ٣٩٧).
(٢) انظر عن سيل الجحاف وأثره على مكة والحجاج. أخبار مكة للأزرقي:
٢/ ١٦٨.
(٣) انظر نسب قريش (ص: ٨٢)، وانظر: ذيل المذيل للطبري (ص: ٥٢٧) من ذيول تاريخ الطبري منسوبا للواقدي. وذكره ابن حجر في الإصابة: ٤/ ٤٢ إلا أنه نسب إلى الواقدي أنه قال: مات سنة تسعين. وذكر قولا للمدائني بأنه مات سنة أربع أو خمس وثمانين قال: وهذا خطأ.
والقول المشهور أنه مات عام الجحاف وهو سنة ثمانين باتفاق المؤرخين.
وبذلك يكون عمره أقل من التسعين. لأنه ولد قبيل الهجرة بسنتين أو ثلاث.

<<  <  ج: ص:  >  >>