للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

جيوب النساء من حجارة المنجنيق. وإذا الركن قد اسود واحترق من الحريق الذي كان حول الكعبة. فشاور ابن الزبير الناس في هدمها وبنائها. فأشار عليه جابر بن عبد الله بن عمير وغيرهما بأن يهدمها ويبنيها. وأبى ذلك عليه عبد الله بن عباس وقال: أخشى أن يأتي من بعدك فيهدمها فلا تزال تهدم.

فيتهاون الناس بحرمتها فلا أحب لك (١).

وكان قد شاور المسور بن مخرمة قبل أن يموت في هدمها. فأشار عليه بذلك. فمكث أياما يشاور في هدمها. ثم انبرى (٢) له أن يهدمها.

فغدا عليها بالفعلة يوم السبت للنصف من جمادى الآخرة سنة أربع وستين (٣). فهدمها حتى وضعها كلها بالأرض. ثم حفر الأساس فوجد واصلا بالحجر مشبكا كأصابع يدي هاتين. فدعا خمسين رجلا (٤) من


(١) نصيحة ابن عباس لابن الزبير في ترك الكعبة على ما كانت عليه أخرجها مسلم في الصحيح: ٢/ ٩٧٠.
(٢) انبرى له: أي عرض له وعزم عليه (اللسان: مادة برى: ١٤/ ٧٢).
(٣) وهكذا قال الأزرقي في أخبار مكة (ص: ٢٠٦) والذي في صحيح مسلم:
٢/ ٩٧٠ أن ابن الزبير تركها حتى قدم الناس الموسم يريد أن يجرئهم على أهل الشام فلما صدر الناس قال: يا أيها الناس أشيروا علي في الكعبة.
ونقل الحافظ في فتح الباري: ٣/ ٤٤٥ عن ابن سعد من طريق ابن أبي مليكة قال: لم يبن ابن الزبير الكعبة حتى حج الناس سنة أربع وستين. ثم بناها حين استقبل سنة خمس وستين. وحكى عن الواقدي أنه رد ذلك وقال:، الأثبت عندي أنه ابتدأ بناءها بعد رحيل الجيش بسبعين يوما، ثم حاول ابن حجر الجمع بين الروايتين ثم قال: فإن لم يكن هذا الجمع مقبولا. فالذي في الصحيح مقدم على غيره.
(٤) أخرج ذلك الأزرقي في خبر طويل بإسناد لا بأس به (ص: ٢٠٧)، والفاكهي من طريق أبي أويس عن يزيد بن رومان وغيره (فتح الباري: ٣/ ٤٤٥، ٤٤٦) وأيضا من طريق عطاء أنه كان في الأمناء الذين جمعوا على حفر أساس الكعبة (الفتح: ٣/ ٤٤٦) ويشهد له رواية مسلم في الحديث المشار إليه أعلاه.

<<  <  ج: ص:  >  >>