للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

آلاف إلى المدينة. وأمرهم أن لا ينزلوا على أحد. ولا يدخلوا المدينة إلا لحاجة لا بد منها. وأن يعسكروا بالعرصة. فنزل عروة بجيشه العرصة. وهرب الحارث بن حاطب (١) عامل ابن الزبير على المدينة. فكان عروة ينزل فيصلي بالناس الجمعة. ثم يرجع إلى معسكره. فلم يبعث إليهم ابن الزبير أحدا ولم يلقوا قتالا. فكتب إليهم عبد الملك. أن يقبلوا إلى الشام ففعلوا. ولم يتخلف منهم أحد. ورجع الحارث بن حاطب إلى المدينة عاملا لابن الزبير. ثم بعث عبد الملك بن مروان. عبد الملك بن الحارث بن الحكم (٢) في أربعة آلاف إلى المدينة فما دونها. يلقون جموع ابن الزبير ومن أشرف لهم من عماله (٣).

وكان سليمان بن خالد بن أبي خالد الزرقي عابدا له فضل. فولاه ابن الزبير خيبر وفدك (٤). فخرج فنزل في عمله. فبعث عبد الملك بن الحارث.

أبا القمقام في خمس مائة إلى سليمان بن خالد. فقتله. وقتل من كان معه.

فلما انتهى خبره إلى عبد الملك بن مروان أغاظه (٥) وكره قتله (٦).


(١) هو الحارث بن حاطب بن معمر الجمحي ولد بأرض الحبشة وقيل بمكة ثم هاجر به اهله إلى الحبشة وهو صغير وكان يلي المساعي في أيام مروان. انظر نسب قريش (ص ٣٩٥) والكامل في التاريخ: ٤/ ٣٤٨. والإصابة: ١/ ٥٦٨. والتحفة اللطيفة: ١/ ٤٤١.
(٢) انظر نسب قريش (ص: ١٦٩).
(٣) انظر الكامل لابن الأثير: ٤/ ٣٤٨.
(٤) فدك: قرية بالقرب من خيبر إلى الشرق منه. وهي على بعد يومين أو ثلاثة من المدينة. كان أهلها قد صالحوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على نصف ثمارهم وأرضهم.
فكانت خالصة له لم يوجف المسلمون عليها من خيل ولا ركاب. وذلك سنة سبع من الهجرة بعد فتح خيبر. وتعرف اليوم بالحائط وغالب أهلها من قبيلة هتيم (معجم البلدان: ٤/ ٢٣٨ ومعجم المعالم الجغرافية ص: ٢٣٥).
(٥) في الكامل: فاغتم عبد الملك لقتله وهو بمعنى أغاظه: أي أحزنه.
(٦) انظر الخبر في الكامل لابن الأثير: ٤/ ٣٤٨ ويضيف تفصيلات أخرى عن الواقعة.

<<  <  ج: ص:  >  >>