للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

المدينة رابطة (١) لا تدخل فكتب ابن الزبير إلى الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة. أن يوجه إلى المدينة ألفين. ويستعمل عليهم رجلا فاضلا. فوجه إليهم ابن رواس في ألفين. فقدموا المدينة فمنعوها من جيوش أهل الشام. وكانوا قوما لا بأس بهم. وكانت المدينة مرة في يد ابن الزبير. ومرة في يد عبد الملك ابن مروان. أيهما غلب عليها استولى على أمرها. وكانت أكثر ذلك تكون في يد ابن الزبير. فلما بلغ ابن الزبير مقتل أبي بكر بن أبي قيس (٢). كتب إلى ابن رواس أن يخرج في أصحابه إلى طارق بن عمرو. فشق ذلك على أهل المدينة. وخرج ابن رواس وبلغ ذلك طارقا فندب أصحابه. ثم التقوا بشبكة الدوم (٣) على تعبية. فاقتتلوا قتالا شديدا. ثم كانت الدولة لطارق وأصحابه. فقتل ابن رواس وأصحابه قتلا ذريعا. ونجا رجل منهم. فقدم المدينة فأخبر بمقتل ابن رواس وأصحابه. فسيء بذلك أهل المدينة. ثم خرج ذلك الرجل إلى عبد الله بن الزبير. فأخبره الخبر. ورجع طارق إلى وادي القرى. وكتب ابن الزبير إلى واليه بالمدينة (٤) أن يفرض لألفين من أهل المدينة يكونوا ردءا للمدينة ممن يدهمها. ففرض الفرض ولم يأت المال.

فبطل ذلك الفرض وسمي فرض الريح (٥).


(١) رابطة: أي جيشا يرابط حول المدينة ليمنعها من غزو أهل الشام وعدوانهم.
والرباط والمرابطة: ملازمة ثغر العدو (اللسان: ٧/ ٣٠٢ مادة ربط).
(٢) والي خيبر من قبل أمير المدينة.
(٣) شبكة الدوم: هي عرض من أعراض المدينة. والشبكة مفرد الشباك والدوم هو الشجر المعروف. وقال السمهودي: هو موضع بوادي إضم يسمى الشبكة بعد ذي خشب (البكري: معجم ما استعجم: ١/ ٢٧١ و ٢/ ٧٧٩ والسمهودي وفاء الوفا: ٤/ ١٢٤١).
(٤) هو طلحة بن عبد الله بن عوف الزهري آخر وال لابن الزبير على المدينة (انظر:
ترجمته في الطبقات ج: ٥/ ١٦٠) وخبره في ابن الأثير، الكامل: ٤/ ٣٤٩.
(٥) فرض الريح: سمي بهذا لأنه لم ينفذ. والنص من قوله:، ووجه عبد الملك طارق ابن عمرو، إلى هنا. أخرجه ابن عساكر كما في تهذيب تاريخ دمشق ٧/ ٤٣ نقلا عن ابن سعد. وما تضمنه من أحداث ذكرها كل من الطبري في تاريخه ٦/ ١٦٦ باختصار. وابن الأثير الكامل: ٤/ ٣٤٨ - ٣٤٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>