للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وأقره واليا على الناس (١). فلما اطمأن ورأى أن ابن الزبير قد قبل منه. سار إلى منزل عمر بن سعد بن أبي وقاص فقتله في داره. وقتل ابنه حفصا أسوأ قتلة (٢). وجعل يتتبع قتلة الحسين من الديوان (٣) الذين خرجوا إليه. فيقتل كل من قدر عليه (٤). وتغيب كل من خالفه من أهل الكوفة. ثم بعث مسالحة إلى السواد. والمدائن. وعمال الخراج. فجبيت إليه الأموال. فبعث إليه عبد الملك بن مروان. عبيد الله بن زياد. في ستين ألفا من أهل الشام.

فأخذ على الموصل. فبعث المختار. إبراهيم بن الأشتر في عشرين ألفا من أصحابه. لقتال عبيد الله بن زياد. فلقيه بأرض الموصل. على نهر يدعى الخازر (٥) فتراشقوا بالنبل ساعة. وتشاولوا بالرماح. ثم صاروا إلى السيوف. فاقتتلوا أشد القتال. إلى أن ذهب ثلث الليل. وقتل أهل الشام تحت كل حجر. وهرب من هرب منهم. وقتل عبيد الله بن زياد. والحصين ابن نمير في المعرك (٦). وبعث بالرءوس إلى المختار. فبعث برأس عبيد الله بن زياد. وبرأس الحصين بن نمير وستة نفر من رؤسائهم مع خلاد بن السائب


(١) انظر الخبر في تاريخ الطبري بسياق أطول (٦/ ٩ - ٣٧، ٧١ - ٧٥).
(٢) انظر تاريخ الطبري: ٦/ ٦٠ - ٦١.
(٣) المراد ديوان الجند. فإن كل سرية أو بعث يخرج في مهمة تسجل أسماؤهم في الديوان. والخبر يدل على أن السجلات تحفظ لمدة طويلة. مما جعل المختار يرجع إلى السجل ليعرف أسماء من اشترك في السرية التي بعثها ابن زياد لمقاتلة الحسين (انظر: السلومي، ديوان الجند ص: ١٩٩ - ٢٢٦).
(٤) انظر تفصيل ذلك في تاريخ الطبري: ٦/ ٥٧ - ٦٦.
(٥) في المخطوطة، الجازر، بالجيم والتصحيح من معجم البلدان وغيره من المصادر التي روت الخبر.
والخازر- بالزاي المكسورة بعد الألف- نهر بين إربل والموصل ثم بين الزاب الأعلى والموصل. ويصب في دجلة (معجم البلدان: ٢/ ٣٣٧).
(٦) انظر تاريخ الطبري: ٦/ ٨٦ - ٩٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>