للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حال. فو الله لئن يموت كريما أحسن به من أن يضرع (١) إلى من قد وتره.

لا أستعين بربيعة أبدا ولا بأحد من أهل العراق. ما وجدنا لهم وفاء. انطلق يا بني- لابنه عيسى وهو معه- فاركب إلى عمك بمكة فأخبره بما صنع أهل العراق. ودعني فإني مقتول. فقال له ابنه: والله لا أخبر نساء قريش بشر عنك أبدا. قال: فإن أردت أن تقاتل. فتقدم فقاتل حتى أحتسبك.

فدنا ابنه عيسى فقاتل قتالا شديدا حتى أخذته الرماح من كل ناحية. وكثره القوم فقتل. ومصعب جالس على سريره. فأقبل إليه نفر ليقتلوه فقاتلهم أشد القتال حتى قتل. وجاء عبيد الله بن ظبيان فاحتز رأسه فأتى به عبد الملك بن مروان.

فأعطاه ألف دينار. فأبى أن يأخذها (٢). وكان مصعب قتل على نهر يقال له: دجيل (٣). عند دير (٤) الجاثليق. فأمر به عبد الملك وبابنه عيسى فدفنا. ثم سار عبد الملك حتى نزل النخيلة (٥). ودعا أهل العراق إلى البيعة فبايعوه. واستخلف على الكوفة بشر بن مروان أخاه (٦). ثم رجع إلى الشام (٧).


(١) يضرع: يخضع ويذل (لسان العرب: ٨/ ٢٢١).
(٢) انظر الخبر في تاريخ الطبري: ٦/ ١٥٩. وقاتله هو: زائدة بن قدامة.
(٣) دجيل:- مصغر- فرع من نهر دجلة مخرجة من أعلى بغداد. بينها وبين تكريت مقابل القادسية. ويسقي كورة وبلادا واسعة ثم تصب فضلته في دجلة ثانية (معجم البلدان: ٢/ ٤٤٣).
(٤) دير الجاثليق:- بفتح الثاء المثلثة وكسر اللام- دير قديم البناء رحب الفناء يقع غربي دجلة قرب بغداد. وهو رأس الحد بين السواد وأرض تكريت (المصدر السابق: ٢/ ٥٠٣).
(٥) النخيلة: تصغير نخلة- موضع قرب الكوفة على سمت الشام. وكان فيه مقتلة كبيرة للخوارج (المصدر السابق: ٥/ ٢٧٨).
(٦) انظر ترجمته مستوفاة في تاريخ دمشق: ٥/ ٢١٣ من مختصر ابن منظور.
(٧) انظر تاريخ الطبري: ٦/ ١٦٠ والكامل لابن الأثير: ٤/ ٣٢٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>