للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

المدينة نصف الليل. فدق باب عثمان فدخل فأكب عليه فقبل رأسه. فقال عثمان: فأين الجيش؟ فقال معاوية: لا والله ما جئتك إلا في ثلاثة رهط.

فقال عثمان: لا وصل الله رحمك. ولا أعز نصرك ولا جزاك عني خيرا.

فو الله ما أقتل إلا فيك ولا ينقم علي إلا من أجلك. فقال معاوية: بأبي أنت وأمي إني لو بعثت إليك جيشا فسمعوا به عاجلوك فقتلوك قبل أن يبلغ الجيش إليك. ولكن معي نجائب لا تساير (١). ولم يشعر بي أحد. فاخرج معي.

فو الله ما هي إلا ثلاث ليال حتى ترى معالم الشام. فإنها أكثر الإسلام رجالا.

وأحسنه فيك رأيا. فقال عثمان: بئس ما أشرت به. وأبى أن يجيبه إلى ذلك.

فخرج معاوية إلى الشام راجعا. وقدم المسور يريد المدينة. فلقي معاوية بذي المروة راجعا إلى الشام. فقدم المسور على عثمان وهو ذام لمعاوية غير عاذر له. فلما كان في حصره الآخر بعث المسور أيضا إلى معاوية فأغذ السير حتى قدم عليه فقال: إن عثمان بعثني إليك لتبعث إليه الرجال والخيول.

وتنصره بالحق وتمنعه من الظلم.

فقال: إن عثمان أحسن فأحسن الله به. ثم غير فغير الله به. فشددت عليه. فقال: يا مسور. تركتم عثمان حتى إذا (٢) كانت نفسه في حنجرته.

قلتم: اذهب فادفع عنه الموت. وليس ذلك بيدي. ثم أنزلني في مشربة على رأسه (٣). فما دخل علي داخل حتى قتل (٤) عثمان رحمة الله عليه ورضوانه.


(١) لا تساير: أي لا تجاري في سرعتها (اللسان، مادة سير: ٤/ ٣٨٩).
(٢)، إذا، ساقطة من المحمودية.
(٣) المشربة: بفتح الراء وضمها- الغرفة أو الصفة بين يدي الغرفة وعادة تكون في أعلى الدار. فكأن المشربة فوق مجلسه فلذا قال: مشربة على رأسه (وانظر لسان العرب: ١/ ٤٩١ مادة شرب).
(٤) في تاريخ الطبري: ٤/ ٣٦٨ من طريق الكلبي- وهو كذاب- أن عثمان كتب إلى معاوية يستمده بعث الجنود من أهل الشام. فتربص معاوية بالكتاب ولم يظهره.

<<  <  ج: ص:  >  >>