للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ولعله في هذه الحالة يرجع إلى كتبه، وفي مواطن يسيرة يقول: سألت محمد بن عمر، ولذلك لا نستطيع أن نجزم بأن نصًا من هذه النصوص الكثيرة التي رواها عنه هو من كتاب كذا أو كتاب كذا من كتب الواقدي، وإنما يكون ذلك على سبيل الاحتمال، وابن سعد هو أَحَدُ الذين كانت عنده كتب الواقدي، ولا شك أنه استفاد من كتب الواقدي، خاصة كتاب الطبقات، فإن ابن سعد أخذ مسمى هذا الكتاب، وربّما قَلّده في الترتيب، حتى إن ابن النديم قد اتهم محمد بن سعد بأنه ألف كتبه من كتب الواقدي (١)، وإن كان هذا الاتهام منقوضًا خلال دراستنا لهذه الطبقة (*) وأيضا للواقدي كتاب أخبار مكة فربما أن ابن سعد أخذ أخبار ابن الزبير والمِسْور بن مخرمة من هذا الكتاب، وللواقدي أيضا كتاب: مولد الحسن والحسين، وكتاب: مقتل الحسين، وقد أورد ابن سعد عن هذين الموضوعين روايات كثيرة من طريق الواقدي، فلا شك أنه قد أفاد منهما وانتقى ما يناسب كتابه، وقد أورد ابن عساكر في تاريخ دمشق نصا هو عند ابن سعد في هذه الطبقة في ترجمة حبيب بن مَسْلَمة (٢)،، وصرح فيه بأنه نقله من كتاب الصوائف للواقدي (٣).

ومن شيوخه الذين أكثر عنهم ولهم مؤلفات كثيرة علي بن محمد المدائني، ولكن كتب المدائني فقدت كلها ولم يعثر على شيء منها سوى قطعة صغيرة بعنوان: التعازي (٤). ولم أتمكن من الاطلاع عليها، ومن الملاحظ أنها لم ترد في قائمة كتبه التي ذكرها كل من ابن النديم (٥)، وياقوت الحموي (٦).


(*) انظر ما سبق في مبحث شيوخه، وكذا: بحوث في تاريخ السنة ص ٧٩.
(١) الفهرست (ص: ١١١).
(٢) انظر السند رقم ٦٦١.
(٣) انظر تهذيب تاريخ دمشق: ٤/ ٤٢.
(٤) نشر في النجف سنة ١٩٧١ م بتحقيق ابتسام الصفار وبدري محمد فهد.
(٥) الفهرست (ص: ١١٣ - ١١٧).
(٦) معجم الأدباء: ١٤/ ١٢٩ - ١٣٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>