للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الدليل على ذلك: عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لا ضرر ولا ضرار» (١)

وجه الدلالة:

نهى الشارع عن الضرر، وإرهاق العاملة المنزلية وعدم إعطائها وقتاً للراحة فيه ضرر لها.

٤: حسن المعاملة:

من حق العاملة أن تُحسن معاملتها فلا يجوز ضربها أو سبها، بل يجب أن تراعي مشاعرها، وأحاسيسها ويرفق بها، فما دامت قد أذلتها الحاجة لتكون مسخرة في خدمة من فضل عليها في الرزق، فإنه يجب على من وسع الله عليه في الرزق حتى مكنه من استخدام غيره أن يحمد الله على هذه النعمة ويحسن معاملتها، ثم إن إحسان معاملتها من أقوى الأسباب التي تجعل تتقبل الدعوة الموجهة إليها، فدعوة الحال أبلغ من دعوة المقال.


(١) سنن ابن ماجة، كتاب الأحكام، باب من بنى في حقه ما يضر يجاره، رقم ٢٣١٤، مسند الإمام أحمد بن حنبل، ١/ ٣١٣؛ المستدرك على الصحيحين، الإمام محمد بن عبد الله الحاكم النيسابوري، تحقيق: مصطفى عبد القادر عطا، ط ١، دار الكتب العلمية بيروت، ١٤١١ هـ، كتاب البيوع، ٢/ ٦٦، رقم ٢٣٤٥، وقال الحاكم: صحيح الإسناد على شرط مسلم، وللحديث طرق كثيرة يتقوى بها ولذلك حسنه كل من ابن رجب في جامع العلوم والحكم، الإمام عبد الرحمن البغدادي، تحقيق: شعيب الأرناؤوط، إبراهيم باجس، ط ٧، مؤسسة الرسالة، بيروت، ١٤١٧ هـ، ١/ ٣٠٢، رقم ٣٢؛ النووي في الأربعين النووية في الأحاديث الصحيحة النبوية، ط مؤسسة الريان بيروت: ١٤١٩ هـ، ٣٨، وقال عنه الألباني: طرق كثيرة لهذا الحديث قد جاوزت العشر، وهي وإن كانت ضعيفة مفرداتها فإن كثيراً منها لم يشتد ضعفها، فإذا ضم بعضها إلى بعض تقوى الحديث بها وارتقى إلى درجة الصحيح إن شاء الله وراء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل، إشراف: محمد زهير الشاويش، ط ٢، المكتب الإسلامي، بيروت، ١٤٠٥ هـ، ٣/ ٤١٣، رقم ٨٩٦.

<<  <   >  >>