للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ج: حسن الخلق من كمال الإيمان، كما قال عيه الصلاة والسلام: «أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقا» (١).

د: حسن الخلق يوصل المسلم إلى الثواب الجزيل، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إن الرجل ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم» (٢)، وقد استحق تلك الدرجة؛ لأن المصلي والصائم يجاهدان أنفسهما، وأما من يحسن خلقه مع الناس مع تباين طباعهم وأخلاقهم فكأنه يجاهد نفوساً كثيرة، فأدرك ما أدركه الصائم القائم فاستويا في الدرجة بل ربما زاد (٣) وينبغي التنبيه إلى أن دعوة العاملات المنزليات إلى حسن الخلق لن يجدي نفاً إذا كانت نظرية بحته، فإذا كانت ربة البيت غير متحلية بحسن الخلق مع العاملات المنزليات وغيرهن ثم قامت بدعوتهن إلى التحلي بمكارم الأخلاق فلن تجدي دعوتها نفعاً، فالرسول - صلى الله عليه وسلم - حث الناس على حسن الخلق، وكان في المقابل يتصف بذلك، والدليل قوله تعالى: {وإنك لعلى خلقٍ عظيم} (٤)، وعندما سُئلت عائشة - رضي الله عنه - عن خلقه - صلى الله عليه وسلم - قالت: خُلق نبي الله - صلى الله عليه وسلم - كان القرآن (٥) أي أنه عليه الصلاة والسلام يمتثل كل ما في


(١) مسند الإمام أحمد بن حنبل، ٢/ ٢٥٠، رقم ٧٣٩٦، صحيح ابن حبان، ٢/ ٢٢٧، رقم ٤٧٩، المستدر على الصحيحين، ١/ ٤٣، رقم ٣، وقال الحاكم: صحيح ولم يخرج في الصحيحين وهو على شرط مسلم وصححه الألباني السلسلة الصحيحة، ١/ ٥٧٣، رقم ٢٨٤.
(٢) سنن أبي داود ٤/ ٢٥٢، رقم ٤٧٩٨، مسند الإمام أحمد، ٦/ ١٣٣، رقم: ٢٥٠٥٧، وصححه الألباني، صحيح أبي داود، ٣/ ٩١١، رقم ٤٠١٣.
(٣) عون المعبود شرح سنن أبي داود، ١٣/ ١٠٧، باختصار.
(٤) سورة القلم، الآية: ٤.
(٥) صحيح مسلم، كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب جامع صلاة الليل ومن نام عنه أو مرض، ٣٠١ - ٣٠٢، رقم: ١٧٣٩.

<<  <   >  >>