للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عبادة الطاغوت، وعن التحاكم إلى الله وإلى الرسول إلى التحاكم إلى الطاغوت وعن طاعته ومتابعة رسوله إلى طاعة الطاغوت ومتابعته، وهؤلاء لم يسلكوا طريق الناجين الفائزين من هذه الأمة ولا قصدوا قصدهم بل خالفوهم في الطريق والقصد معًا" (١).

وقال العلَّامة الحافظ ابن كثير بعد أن ذكر نتفًا من "ألياسا" (٢) التي كان يحكم بها التتار: قال: (... وفي ذلك كله مخالفة لشرائع الله المنزلة على عبادة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، فمن ترك الشرع المحكم المنزل على محمد بن عبد الله - صلى الله عليه وسلم - الأنبياء وتحاكم إلى غيره من الشرائع المنسوخة كفر. فكيف بمن تحاكم إلى "الياسا" وقدمها عليه من فعل ذلك فقد كفر بإجماع المسلمين .. قال الله -تعالى-: {أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (٥٠)} (٣)، وقال تعالى: {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (٦٥)} (٤) (٥).

ويقول -رَحِمَهُ اللهُ- في تفسير قوله -تعالى-: {أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ


(١) انظر: إعلام الموقعين عن رب العالمين ١/ ٥٠ - مطابع السعادة بمصر - الطبعة الأولى ١٣٧٤ هـ - ١٩٥٥ م.
(٢) وتسمى الياسق: وهو كتاب مجموع من أحكام مقتبسة من شرائع شتى وسيأتي التعريف به في قول ابن كثير بعده.
(٣) سورة المائدة: الآيتان ٥٠.
(٤) سورة النساء: آية ٦٥.
(٥) انظر: البداية والنهاية، لإبن كثير -رَحِمَهُ اللهُ- ١٣/ ١١٩ - مكتبة المعارف - بيروت - ومكتبة النصر بالرياض - الطبعة الأولى ١٩٦٦ م.

<<  <   >  >>