للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حركة في الحياة، التوجه بها إلى الله خالصة، والتجرد من كل شعور آخر ومن كل معنى آخر غير معنى التعبد الله والخضوع لسلطان الله!!

وقد مرَّ بنا (١) أن كل المفاهيم الإِسلامية قد فسدت وانحرفت في حس الأجيال المتأخرة وانحصرت العبادة في الشعائر التعبدية -وربما تؤدى أو لا تؤدى- وأصبح الدين في النهاية صورة باهتة خاوية من الروح لا تستطيع أن تصمد للهجوم الوحشي الذي تدافع من كل صوب للقضاء على الإِسلام (٢).

وإليك صورًا من الجهل المنتشر بين أبناء الأمة الإِسلامية:

ففريق استهوته الشياطين من البشر فراح ينادي بعدم صلاحية الشريعة الإلهية للتطبيق وانقسم هذا الفريق إلى صنفين:

* صنف لم يدرس الشريعة ولم يفهم أحكامها ولكن لقن على أيدي الخبثاء المغرضين أن الدين تأخر وانحطاط وتحجر ورجعية وأن الوسيلة الوحيدة للتحضر والإرتقاء والتقدم هي الإنسلاخ من الدين بالكلية" (٣).

* وصنف لم يدرس الشريعة ولكن درس القوانين الوضعية فقط وتولى تربية جيل من المسلمين لا يعرف شيئًا عن حقيقة الإِسلام بل يعرف بدلًا عن ذلك شبهات تحوم في نفسه حول الدين" (٤).


(١) ص ١٩٩، ٢٠٠.
(٢) واقعنا المعاصر ص ١١٨ هامش ١.
(٣) انظر: ص ٢٠٦: ٢٠٩.
(٤) جاهلية القرن العشرين محمد قطب ٢٧٤ طبع دار الشروق بالقاهرة وبيروت، ١٤٠٢ هـ، والغزو الفكري ص ٧٢.

<<  <   >  >>