للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الناس، ولكن الإِسلام يحميه ويكرمه ويوجب على الدولة أن تحميه وتعول عياله معه (١).

وليس أدل على ذلك من قصة عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - مع اليهودي الذي رآه يسأل الناس على الأبواب:

فقد روى القاضي أبو يوسف في كتاب الخراج: (أن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - مر بباب قوم وعليه سائل يسأل: شيخ كبير ضرير البصر، فضرب عضد ٥ من خلفه وقال من أي أهل الكتاب أنت فقال يهودي؟ قال: فما ألجأك إلى ما أرى، قال: أسأل الجزية والحاجة والسن، فأخذ عمر بيده وذهب به إلى بيته؛ فأعطاه شيئًا من المنزل ثم أرسل إلى خازن بيت المال. فقال: انظر هذا وضرباءه فوالله ما أنصفناه إذ أكلنا شبيبته ثم نخذله عند الهرم (إنما الصدقات للفقراء والمساكين) والفقراء هم المسلمون والمساكين من أهل الكتاب وهذا منهم ووضع عنه الجزية وعن ضربائه) (٢).

وهذا خالد بن الوليد في مصالحته أهل الحيرة وهم يومئذ سبعة آلاف رجل يُخرج من به زِمَانةً منهم وتبلغ عِدَّتهم ألف رجل قد أعفوا من الجزية، وجعل لهم "أيما شيخ ضعف عن العمل أو أصابته آفة من الآفات أو كان غنيًا فافتقر وصار أهل دينه يتصدقون عليه طرحت عنه الجزية وعيل من بيت مال المسلمين وعياله" (٣).

بهذه المعاملة الطيبة التي عامل بها المسلمون أصحاب الديانات


(١) بتصرف من: موسوعة سماحة الإِسلام لعرجون ١/ ٤٤٦، ٤٤٧.
(٢) كتاب الخراج لأبي يوسف ص ١٢٦.
(٣) انظر: الخراج لأبي يوسف ص ١٤٣، ١٤٤، والأموال لأبي عبيد ص ٢٢.

<<  <   >  >>