للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وروى أحمد أيضًا والفاكهي في أخبار مكة من طريق مسعر عن عبد الجبار بن وائل قال: حدثني بعض أهل العلم عن أبي قال: (أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - بدلو من ماء زمزم فشرب منه ثم مج في الدلو ثم صب في البئر ....) إسناده ضعيف عبد الجبار لم يسمع من أبيه ولا أدركه مات أبوه وهو حمل.

وروى الفاكهي في أخبار مكة من طريق يوسف بن عبده البصري عن ثابت عن أنس قال: جاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى زمزم فنزع دلوًا فشرب منه ثم مج من ثم صبه في زمزم.

وإسناده ضعيف قال أحمد: يوسف بن عبده له أحاديث مناكير عن حميد وثابت. قلت: وهذا منها.

قوله: (.. ثُمَّ خَرَجَ مِنَ البَابِ إلَى الصَّفَا، فَلَمَّا دَنَا مِنَ الصَّفَا قَرَأَ: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ} «أَبْدَأُ بِمَا بَدَأَ اللهُ بِهِ» ....)

يدل هذا على أن الإنسان إذا صعد الصفا يقرأ أول الآية فقط ولا يُتِم الآية ولم أر في خبر صحيح مسند أنه - صلى الله عليه وسلم - أتم الآية.

ثم يقول: «نَبْدَأ بِمَا بَدَأ اللهُ بِهِ» كما هو أصح الروايات عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

فقد وردت هذه الجملة بصيغ:

١ - بصيغة الجمع بلفظ (نبدأ) (١) وهي أصح الروايات.


(١) أخرجه هذه اللفظة: مالك في الموطأ (٨٢٩)، وأبو داود (١٩٠٥)، والنسائي (٢٩٦١، ٢٩٦٩، ٢٩٧٠، ٢٩٧٤)، وابن ماجه (٣٠٧٤)، وأحمد (١٤٤٨٠)، وابن حبان (٣٩٤٣)، والطيالسي (١٦٦٨)، والطبراني في الصغير (١/ ١٢٦)، وأبو يعلى (٤/ ٢٣، ٩٣، ١٢/ ١٠٥)، والبيهقي في الكبرى (١/ ٨٥، ٣/ ٣١٥، ٥/ ٩٣)، والنسائي في الكبرى (٢/ ٤٠٩، ٤١١، ٤١٢) ـ والحميدي (٢/ ٥٣٣)، وابن الجارود (١/ ١٢١).
قال الحافظ في التلخيص (٢/ ٢٥٠): قال أبو الفتح القشيري: مخرج الحديث عندهم واحد، وقد اجتمع: مالك، وسفيان، ويحيى بن سعيد القطان، على رواية «نبدأ» بالنون التي للجمع. قلت: وهم أحفظ من الباقين.
وانظر بحث العلامة الألباني - للألفاظ الثلاثة - كما في الإرواء (٤/ ٣١٦ - ٣١٩) ففيه فوائد.

<<  <   >  >>