للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لما أتى منى - صلى الله عليه وسلم - كانت تحية منى رمي الجمار وكان يبلي حتى شرع في رمي الحصاة الأولى.

وجاء عند ابن خزيمة: فلم يزل يلبي حتى رمى الجمرة ولم يقطع التلبية حتى آخر حصاه (١).

ولكن هذه الرواية شاذة، والصحيح أنه قطع التلبية مع أول جمرة فكان يكبر وقطع التلبية؛ لأنه شرع في أسباب التحلل، ولما رمى - صلى الله عليه وسلم - ذهب ونحر ثلاثًا وستين بدنه، وكان قد أهدي مائة بدنه فنحر ثلاثًا وستين بيده - صلى الله عليه وسلم -.

قال ابن حبان: وفيه إشارة إلى سني عمره (٢).

وكمل الباقي علي - رضي الله عنه -.

ثم بعد ذلك حلق رأسه، ثم طيبته عائشة - رضي الله عنها -، ثم ذهب إلى البيت فطاف - صلى الله عليه وسلم - ولم يَسْعَ؛ لأنه قد تقدم سعيه بعد طواف القدوم.

وفي حديث جابر هنا (فَصَلَّى الظُّهْرَ بِمَكَّة).

وحديث ابن عمر في مسلم من طريق عبد الرزاق عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أفاض يوم النحر ثم رجع فصلى الظهر بمنى» (٣).


(١) رواه ابن خزيمة (٤/ ٢٨١ رقم ٢٨٨٥).

والثابت رواية مسلم (١٢٨١) وغيره، عن الفضل - رضي الله عنه - قال أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يزل يلبي حتى بلغ الجمرة.
قال الشيخ محمد فؤاد عبد الباقي في تعليقه على الحديث: (الجمرة) المراد جمرة العقبة وهي الجمرة الكبرى فعندها يقطع التلبية بأول حصاة ترمى.
(٢) ذكره ابن حبان (٩/ ٢٥٠ رقم ٣٩٤٣) من قول أبي حاتم.
(٣) رواه مسلم (١٣٠٨).

<<  <   >  >>