وفي الفاتحة إحدى عشر تشديدةً, وفي البسملة ثلاث تشديدات: في اللام من اسم الله, والراءين من: الرحمن الرحيم. واللام من: الحمد لله رب العالمين, والراء من: رب, والراء من: الرحمن الرحيم, والدال من: الدين, والياءين من: إياك وإياك, والصاد من: اهدنا الصراط المستقيم, واللام من: الذين, والضاد واللام من: الضالين, فإن ترك تشديدةً منها لم تصح صلاته عند كثير من أصحابنا, كما لو ترك حرفاً, لأن الحرف المشدّد حرفان: أولهما ساكن, وثانيهما متحرك, وإنما هما من جنسٍ واحدٍ, وقد يكونان متماثلين من أصلهما, كربّ والضالين, وقد يكونان في الأصل متقاربين, كالرحمن والصراط, وإنما قُلبت لام التعريف من جنس ما بعدها, ثم أدغمت فيه, وقد يكتبان في الخط حرفين على الأصل, وقد يكتبان حرفاً واحداً؛ لأن الخط له طريقة غير طريقة اللفظ.
وقال القاضي في «الجامع» وأبو الحسن الآمدي: تصح؛ لأن الشدة صفة في الحرف, فأشبه الحركة من إياك نعبد, ولأنه ليس له صورة في الخط فليس بحرفٍ, وهذا يتوجه إن أراد بذلك تليين التشديد, فإن الصلاة تصح معه اتفاقاً, وكذلك لو فك