بالخطأ، ويتنازع الناس الأمر، ويتحدَّث الصغير والكبير، والعالم والجاهل، وهذا من أسباب تعقُّد الأمر -كما هو معلومٌ -.
وإذا كان الدَّور - في أوقات الفتن -مناطًا بأهل العلم وأهل الرأي والرسوخ؛ فحقٌّ على من سواهم أن يأتمروا بأمرهم، وألَّا يدعوا المجال لصغار الرأي أو السِّنِّ، فإنَّ الفتنة بطبيعتها تعمي عن النظر في المآلات، وكثرة الحديث فيها من كلِّ أحدٍ يضيِّق المجال في الحلِّ، والموفَّقون للتعامل معها وفق المراد قلَّةٌ، كما قال الحسن البصريُّ رحمه الله:«إنَّ الفتنة إذا أقبلت، عرفها العالم، وإذا أدبرت، عرفها كلُّ جاهلٍ»(١).
ومن أعظم ما يذكَّر به عند بروز قرن الفتن: لزوم جماعة المسلمين، والسمع والطاعة بالمعروف لمن ولَّاه الله تعالى أمر المسلمين، والصدور عن رأي العلماء الراسخين الصادقين -الذين يقولون كلمة الحقِّ، لا يخافون في الله لومة لائمٍ -وترك الكلام في الفتنة إلا للكبار الذين يدركون المآلات والعواقب.
هذه بعضٌ من مواعظ هذا الصحابيِّ الجليل حذيفة - رضي الله عنه -، ولم ينته التَّطواف معها؛ بل للحديث صلةٌ بمشيئة الله تعالى.