للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من مواعظ أبي هريرة - رضي الله عنه -

(١/ ٢)

اختُلِف في اسمه كثيرًا، واشتهر بكُنيته جدًّا، أبو هريرة، عبد الرحمن بن صخرٍ الدَّوسيُّ، أحد تلاميذ المدرسة النبويَّة النجباء، صحب النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - وحمل عنه علمًا كثيرًا طيِّبًا مباركًا فيه، لم يشاركه في كثرة حفظ الحديث أحدٌ، مع أنَّه لم يصحب النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - سوى أربع سنين، وحدَّث عنه خلقٌ كثيرٌ من الصحابة والتابعين، حتى قيل: بلغ عدد أصحابه ثمانمائةٍ.

قال الحافظ الذهبيُّ عن حفظه: كان حفظه الخارق من معجزات النبوة.

مرَّت به مسغبةٌ شديدةٌ، واحتاج، ولزم المسجد، حتى قال عن نفسه: لقد رأيتني أُصرع بين القبر والمنبر من الجوع، حتى يقولوا: مجنونٌ!

وكان من أهل الصُّفَّة، وهم أضياف الإسلام، لا أهل ولا مال، إذا أتت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صدقةٌ، أرسل بها إليهم، ولم يصب منها شيئًا، وإذا جاءته هديةٌ، أصاب منها، وأشركهم فيها.

دعا له النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - فقال: (اللَّهمَّ حبِّب عبيدك هذا وأمَّه إلى عبادك المؤمنين وحبِّبهم إليهما) (١).


(١) قال الذهبيُّ عنه في سير أعلام النبلاء ط. الرسالة (٢/ ٥٩٣): إسناده حسن.

<<  <   >  >>