للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من مواعظ أنس بن مالك - رضي الله عنه -

(٢/ ٢)

• ومن مواعظه - رضي الله عنه - قوله (١):

«إنَّكم لتعملون أعمالًا، هي أدقُّ في أعينكم من الشَّعر، إن كُنَّا لنعُدُّها على عهد النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - من الموبقات»، قال أبو عبد الله البخاريُّ: «يعني بذلك: المهلكات».

وقد بوَّب البخاريُّ على هذا الأثر بقوله: «باب ما يُتَّقى من محقَّرات الذُّنوب».

إنَّ السؤال الذي يطرح الإنسان وهو يقرأ هذه الموعظة من هذا الصحابيِّ الجليل: مَن هو المخاطب بهذه الكلمات؟! إنَّهم التابعون بلا ريبٍ! الذين أثنى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - على قرنهم في الجملة، فقال: (خير الناس قرني، ثمَّ الَّذين يلونهم، ثمَّ الَّذين يلونهم ...) الحديث (٢). وما الموبقات والمهلكات التي يشير إليها أنسٌ - رضي الله عنه -؟!

إنَّه الإيمان؛ لأنَّه كلَّما قوي الإيمان، استعظم العبد معصية سيِّده ومولاه، وكلَّما ضعُفَ الإيمان، هانت عليه المعصية، ورآها أمرًا هيِّنًا، فتراه يُقصِّر في الواجب، ولا يبالي بفعل المحرَّم، بل ربَّما استصغره!


(١) البخاري ح (٦٤٩٢).
(٢) البخاري ح (٣٦٥١)، مسلم ح (٢٥٣٣).

<<  <   >  >>