• ومن مواعظ هذا الصحابيِّ الجليل قوله - رضي الله عنه - (١):
«عليكم بالعلم؛ فإنَّ أحدكم لا يدري متى يُفتقر إلى ما عنده، عليكم بالعلم قبل أن يُقبض، وقبضُه: ذهاب أهله».
حينا تستمع إلى هذه الوصيَّة من هذا الصحابيِّ الجليل الذي عمِّر بعد وفاة النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - وبعد وفاة وزيريه وخليفتيه: أبي بكرٍ وعمر، وهو الذي شعر بمرارة فقد معلِّم الناس الخير، وبلوعة فقد أعلم هذه الأمَّة بعد نبيِّها، وفي الوقت ذاته يستشعر معناها؛ لأنَّه عاش حتى احتاج الناس إلى علمه، بل قال يومًا عن نفسه -متحدِّثًا بفضل الله عليه -: «لقد قرأت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بضعًا وسبعين سورةً، ولقد علم أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنِّي أعلمهم بكتاب الله، ولو أعلم أَّن أحدًا أعلم منِّي، لرحلت إليه»، قال شقيقٌ: فجلست في حلق أصحاب محمدٍ - صلى الله عليه وسلم - فما سمعت أحدًا يردُّ ذلك عليه، ولا يعيبه.
فإذا استشعرت هذا كلَّه، وقعت هذه الوصية من ابن مسعودٍ موقعها من نفسك.