للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من مواعظ معاذ بن جبلٍ - رضي الله عنه -

(١/ ٢)

معاذٌ من فقهاء أصحاب النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - وخاصَّتهم، بل إذا ذكر العلماء من الصحابة كان في مقدَّمهم، شهد العقبة مع السبعين من الأنصار، أسلم وهو ابن ثماني عشرة سنةً، ولما أسلم كان يكسر أصنام بني سلمة هو وثعلبة بن عنمة، وعبد الله بن أنيسٍ.

آخي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بينه وبين عبد الله بن مسعودٍ، وشهد بدرًا وهو ابن عشرين أو إحدى وعشرين سنةً، وشهد أيضًا أحدًا والخندق والمشاهد كلَّها مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، اشتهر بأنَّه أعلم الأمَّة بالحلال والحرام (١).

وكان ابن مسعود يسمِّيه: الأمَّة القانت، كان من أفضل شباب الأنصار حلمًا وحياءً، وبذلًا وسخاءً، وضيء الوجه، أكحل العينين، برَّاق الثنايا، جميلًا وسيمًا، أردفة النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - وراءه فكان رديفه، وشيَّعه النبي - صلى الله عليه وسلم - ماشيًا في مخرجه إلى اليمن وهو راكبٌ، وتوفِّي النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو عامله على اليمن، ولم يعقب.


(١) أخرجه أحمد ح (١٣٩٩١)، وابن ماجه ح (١٥٤)، والترمذي ح (٣٧٩٠) وقال: حسن صحيح، وصححه ابن حبان (٧١٣١)، والحاكم ح (٥٧٨٤).
وفي الحديث اختلافٌ في وصل وإرسال الجملة الأخيرة منه: «وإنَّ لكلِّ أمَّةٍ أمينًا ...»؛ ينظر: علل الدارقطني (١٢/ ٢٤٨)، والسنن الكبرى للبيهقي (٦/ ٣٤٦).

<<  <   >  >>