إنَّها أُّم المؤمنين أمُّ عبد الله، الصِّدِّيقة بنت الصِّدِّيق: عائشة بنت الإمام الصِّدِّيق الأكبر، خليفة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبي بكرٍ عبد الله بن أبي قُحافة عثمان بن عامرٍ القرشيَّة، التَّيميَّة، المكِّيَّة.
عرفت بالذَّكاء الحادِّ، والحفظ الكثير لسنَّة النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، امتدَّت بها الحياة حتى احتاج الناس لعلمها، وصارت من علماء الصحابة، بل هي سيِّدة الفقهاء من النساء على الإطلاق، عقد عليها النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - بمكة، وبنى بها في المدينة، وكانت من أحبِّ نسائه إليه، ووعت عنه علمًا كثيرًا، وجاءت البشارة بالزواج منها في رؤيا رآها النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -، لُقِّبت بالحُميراء؛ لبياضها وجمالها، ولم يتزوَّج النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - بكرًا غيرها، ولا أحبَّ امرأةً حُبَّها.
كانت أمُّ المؤمنين من أكرم أهل زمانها، ولها في السخاء أخبارٌ عجيبةٌ.
قال عطاءٌ رحمه الله: كانت عائشة أفقه الناس، وأعلمهم، وأحسن الناس رأيًا في العامة.
مناقبها جمَّةٌ، وفضائلها كثيرةٌ، ماتت- بعد حياةٍ حافلةٍ بالبذل والسخاء، والعطاء العلميِّ - سنة (٥٧) من الهجرة، رضي الله عنها وأرضاها (١).