للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[المقدمة]

الحمد لله الذي جعل كتابه موعظة وذكرى للمؤمنين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ نبينا وإمامنا وسيدنا محمدًا عبد الله ورسوله، الذي كان يتخوَّل أصحابه بالموعظة، وينوِّعها عليهم حالًا، وزمانًا ومكانًا، فكان بحقِّ سيد الواعظين، صلَّى الله عليه وعلى آله وصحابته الذين كانوا للمواعظ خير مستمعين، وسلَّم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدِّين؛ أمَّا بعد:

فلقد أخذ الوعظ في كتاب الله وسنَّة رسوله - صلى الله عليه وسلم - مكانًا بارزًا، ومحلًّا كبيرًا؛ وما ذاك إلا لعظيم أثره على القلوب، وحاجة النفوس إليهن خاصةً مع كثرة ملابسة الأمور التي تقسِّي القلب، وتشتِّت الذهن؛ ولهذا كان نبيُّنا - صلى الله عليه وسلم - يتخوَّل أصحابه بالموعظة، والسؤال: من الواعظ؟ ومن الموعوظ؟ فإذا كان الأمر كذلك، فحاجتنا نحن إلى الوعظ أكثر وأكبر؛ فالوعظ طريقٌ من الطُّرق الموصلة إلى الجنَّة، ينير العقل، ويصلح القلب، وأثره في حصوله المحبَّة والألفة بين المسلمين أشهر من أن ينوَّه به (١).


(١) يُنظر: نضرة النعيم (٨/ ٣٦٣٧).

<<  <   >  >>