والحاصل أنَّ السلف - رضي الله عنهم - كانوا شديدي الخوف من تلك الوقفة المهيبة!
وحتى يتصوَّر الإنسان هذا المعنى - من باب التقريب، وإلا فللَّه المثل الأعلى والأكمل-: ما شعور أحدنا لو استدعاه حاكمٌ من الحكَّام، وهذا الحاكم عنده تقريرٌ مفصَّلٌ بكلماته، وذهابه وإيابه، وكلِّ شيءٍ ظاهرٍ من أعماله! فكيف بالوقوف بين يدي من لا تخفى عليه خافيةٌ؟! {يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ}[الحاقة: ١٨].
هنا ... يتوقَّف البيان، وينكسر القلم، وليس لنا إلا أن نسأل الله تعالى أن يمنَّ علينا بالعفو والستر، وأن يرحمنا برحمته التي وسعت كل شيءٍ.
هذه بعض من مواعظ هذه الصحابيِّ الجليل أبي ذرٍّ - رضي الله عنه -، جمعنا الله به في دار كرامته وبحبوحة جنانه.