للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

١ - احتقارهم لما بذلوه من أعمالٍ صالحةٍ، كما سبق في الآية الكريمة.

٢ - خوفهم من لقاء ربِّهم، وهول المطلع، مع سابقتهم في العلم والإيمان والعمل، والدعوة، والجهاد.

فماذا يا تُرى سيقول المقصِّرون من أمثالنا إذا وقف مثل هذه المواقف، أو صرع ذاك المصرع؟!

اللَّهمَّ لا حول لنا ولا قوة إلا بك، ليس ثمة إلا عفوك ورحمتك، وإلا فعملنا فيه تخليطٌ، وزادنا أقلُّ من زادهم، فامنن علينا بفضلك وواسع رحمتك في الدُّنيا، وعند نزع أرواحنا، وحين نلقاك يا ربَّ العالمين.

* * *

• ومن مواعظ أبي هريرة - رضي الله عنه - قوله (١):

«يبصر أحدكم القذاة في عين أخيه وينسى الجِذْلَ- أو الجذع - في عين نفسه».

وهذه الموعظة أراد منها أبو هريرة تصحيح وتعديل الميزان الذي يطيش عند بعض الناس- أحيانًا- عند تقييمه للأمور، فيبالغ في نقد إخوانه، وتضخيم أخطائهم، وينسى ما يقع فيه هو ممَّا هو مثل أو أشدُّ ممَّا عاب به إخوانه! «وذلك من أقبح القبائح، وأفضح الفضائح، فرحم الله من حفظ قلبه ولسانه، ولزِم شَانه، وكفَّ عن عرض أخيه،


(١) أخرجه البخاري في الأدب المفرد ح (٥٩٢) وقد رُوي مرفوعًا، ولا يثبت والجذل كالجذع وزنًا ومعنًى.

<<  <   >  >>