للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أخيه شَحْناء؛ التِذَاذاً بذلك، واستصغارًا لمثل هذا الذنب، وإطلاق البصر هوانًا بتلك الخطيئة، وفتوى من لا يعلم؛ لئلَّا يُقال: هو جاهلٌ، ونحو ذلك مما يَظُنُّه صغيرًا وهو عظيمٌ!

ومثَّل آخرون: بالمدح في الوجوه، والكذب، إلى غير ذلك من صور الذنوب التي يعود التساهل فيها إلى انتشارها وقلَّة إنكارها (١).

ومهما يكن من شيءٍ، فإنَّ العاقل من تلمَّح العواقب، وما أجمل ما قاله ابن الجوزيِّ في بيان خطورة التهاون بالذنب:

«فالله الله! اسمعوا ممَّن قد جرَّب! كونوا على مراقبةٍ، وانظروا في العواقب، واعرفوا عظمة النَّاهي، واحذروا من نفخةٍ تُحتقر، وشررةٍ تُستصغر؛ فربَّما أحرقت بلدًا! وهذا الذي أشرت إليه يسير، يدلُّ على كثير، وأنموذجٌ يُعرِّف باقي المُحقَّرات من الذنوب.

والعلم والمراقبة يُعرِّفانك ما أخللت بذكره، ويُعلمانك إن تلمَّحت بعين البصيرة أثر شؤم فعله» (٢)!

* * *


(١) ينظر - فيما سبق:- كشف المشكل من حديث الصحيحين؛ لابن الجوزي (٣/ ٢٩٧).
صيد الخاطر (ص ١٤٩)، شرح رياض الصالحين؛ للعثيمين (١/ ٤٩٤).
(٢) صيد الخاطر (ص ١٤٩).

<<  <   >  >>