للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال: «إذا أسأت سيئةً في سريرةٍ، فأحسن حسنةً في سريرةٍ، وإذا أسأت سيِّئةً في علانيةٍ، فأحسن حسنةً في علانيةٍ؛ لكي تكون هذه بهذه» (١).

* ومن مواعظه في شأن الولاية (٢):

«إنَّ الله ليزع بالسُّلطان، ما لا يزع بالقرآن».

ومعنى هذه الجملة المحكمة: أنَّ من الناس من لا يردعه أمرٌ ونهيٌ، ولا ترغيبٌ ولا ترهيبٌ، بل لا يردعه إلا زجر السلطان، بسوطه أو بسيفه، حسب حاله! ومن هنا شرعت الحدود؛ لأنَّ من الناس من لا يرتدع بوعظٍ، فليردعه الحدُّ؛ ليكفَّ شرَّه عن نفسه وعن الناس.

*ومن مواعظه العظيمة في الخمر (٣):

«إيَّاكم والخمر؛ فإنَّها مفتاح كلِّ شرٍّ! أتي رجلٌ فقيل له: إمَّا أن تحرق هذا الكتاب، وإمَّا أن تقتل هذا الصبيَّ، وإمَّا أن تقع على هذه المرأة، وإمَّا أن تشرب هذه الكأس، وإمَّا أن تسجد لهذا الصليب! قال: فلم ير فيها شيئًا أهون من شرب الكأس، فلمَّا شربها، سجد للصليب، وقتل الصبيَّ، ووقع على المرأة، وحرق الكتاب!».

إنَّها موعظةٌ ملئت نصحًا وعقلًا، لو تأمَّلها الذين ابتلوا بشرب أمِّ الخبائث، فأفسدت عليهم أديانهم وعقولهم وأموالهم، وشتَّتت


(١) التوبة؛ لابن أبي الدنيا (١٢١).
(٢) البداية والنهاية (٢/ ١٢)، الكامل في اللغة والأدب (١/ ٢١٤)، ويروى أيضًا عن عمر، انظر: الدر المنثور، في التفسير بالمأثور (٥/ ٣٢٩).
(٣) التمهيد (١٥/ ١٠).

<<  <   >  >>