للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

- إنَّه أحد من شملتهم الوصيَّة النبويَّة: «أذكِّركم الله في أهل بيتي».

- إذا ذكرت مواعظ الصحابة رضي الله عنهم، فإن مواعظ أمير المؤمنين أبي الحسن عليٍّ - رضي الله عنه - لها شأنها وتميُّزها؛ نظرًا لتأخُّر وفاته مقارنةً ببقية الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم.

لذا؛ قد يمتدُّ بنا الحديث مع مواعظه في أكثر من درسٍ أو مجلسٍ.

فمن تلك المواعظ:

• قوله في وصيَّته المشهورة لكُميل بن زيادٍ (١):

«يا كُميل بن زيادٍ، إنَّ هذه القلوب أوعيةٌ، وخيرها أوعاها للعلم، احفظ عنِّي ما أقول لك: الناس ثلاثةٌ:

عالمٌ ربَّانيٌّ، ومتعلِّمٌ على سبيل نجاةٍ، وهمجٌ رعاعٌ أتباع كلِّ ناعقٍ، يميلون مع كلِّ ريحٍ، لم يستضيئوا بنور العلم، ولمك يلجؤوا إلى ركنٍ وثيقٍ.

يا كُميل بن زيادٍ، العلم خيرٌ من المال؛ العلم يحرسك وأنت تحرس المال، المال ينقصه النفقة والعلم يزكو على الإنفاق.

يا كُميل بن زيادٍ، محبة العالم دينٌ يدان، تكسبه الطاعة في حياته، وجميل الأحدوثة بعد وفاته، ومنفعة المال تزول بزواله، العلم حاكمٌ والمال محكومٌ عليه.

يا كميل، مات خزَّان المال وهم أحياءٌ! والعلماء باقون ما بقي الدهر؛ أعيانهم مفقودة، وأمثالهم في القلوب موجودة».


(١) تاريخ دمشق؛ لابن عساكر (٥٠/ ٢٥٢)، قال ابن عبد البر في «جامع بيان العلم» (٢/ ٩٨٤): «وهو حديث مشهور عند أهل العلم، يستغني عن الإسناد؛ لشهرته عندهم».

<<  <   >  >>