ومخرجكما واحدٌ، ومصيركما واحدٌ؛ إلى حفرةٍ في صدعٍ من الأرض! فعلام الكِبْرُ؟!
إن كان الكبر لحسن الصورة، فما أنت الذي صوَّرت نفسك! وإن كان لمالٍ، فلم ترزقك نفسك!
وإن كان لنسبٍ أو حسبٍ، فلم تخيَّر في اختيار نسبك وحسبك، بل هو محض اختيار الله! فعلام الكبر؟!
ولله درُّ القائل:
تواضع تكن كالنَّجم لاح لناظرٍ ... على صفحات الماء وهو رفيع
ولا تك كالدُّخان يعلو مكانه ... على طبقات الجوِّ وهو وضيع
وهذه مقتطفاتٌ من مواعظ الصحابيِّ الجليل سعد بن أبي وقَّاصٍ، فرضي الله عن سعدٍ، وجمعنا به في دار كرامته، ومع سادة أوليائه الذين أنعم عليهم من النبيِّين والصِّدِّيقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقًا.