للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكذلك تشبّه غرّة الفرس الأدهم بالنّجم أو الصبح، ويجعل جسمه كالليل، كما قال ابن المعتزّ (١): [من الرجز]

جاء سليلا من أب وأمّ ... أدهم مصقول ظلام الجسم

قد سمّرت جبهته بنجم وكما قال كاتب المأمون يصف فرسا (٢): [من الرمل]

قد بعثنا بجواد ... مثله ليس يرام

فرس يزهى به للح ... سن سرج ولجام

وجهه صبح، ولكن ... سائر الجسم ظلام

والذي يصلح للمو ... لى، على العبد حرام

وقال ابن نباتة (٣): [من الوافر]

وأدهم يستمد الليل منه ... وتطلع بين عينيه الثّريّا

ثم يعكس فيشبّه النجم أو الصبح بالغرّة في الفرس، كقول ابن المعتزّ (٤): [من الرجز]

والصّبح في طرّة ليل مسفر ... كأنه غرّة مهر أشقر

وتشبّه الجواري في قدودهن بالسّرو تشبيها عامّيّا مبتذلا، ثم إنهم قد جعلوا فيه الفرع أصلا، فشبّهوا السّرو بهنّ، كقوله (٥): [من الكامل]

حفّت بسرو كالقيان تلحّفت ... خضر الحرير على قوام معتدل

فكأنّها والرّيح حين تميلها ... تبغي التعانق ثم يمنعها الخجل

والمقصود من البيت الأول ظاهر، وفي البيت الثاني تشبيه من جنس الهيئة


(١) البيتان لم أعثر عليهما في ديوانه (طبعة دار صادر).
(٢) الأبيات لعمرو بن مسعدة، كاتب المأمون والشعر في ترجمته في معجم الأدباء (محمود شاكر).
(٣) البيت وهو في الإيضاح: ٣٢٢ تحقيق د. عبد الحميد هنداوي. أدهم: فرس أسود. الثريا: كوكب معروف استعارة لغرة الفرس.
(٤) البيت لم أجده في ديوانه (طبعة دار صادر).
(٥) البيتان في وصف روضة نسبها ياقوت في معجم الأدباء لأحمد بن سليمان بن وهب في ترجمته، وقال: ربما نسبوه إلى غيره، كأنه يعني نسبتهما إلى سعيد بن حميد كما في التشبيهات لابن عون ص ١٩٧، وحماسة الشجري: ٧٦٢ (محمود شاكر).

<<  <   >  >>