للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الفصل التّاسع

في ذكر الشكر

قَال الله تعالى: {لئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ} [إبراهيم: ٧]

عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: "ما أَنْعَمَ الله عَلَى عَبْدِهِ نِعمَةً، فَعَلِمَ أَنها مِنْ عِنْدِ الله، إِلا كَتَبَ الله لَهُ شُكْرها، وَما عَلِمَ الله -عَزَّ وَجَلَّ- مِنْ عبد نَدَامَةً عَلَى ذَنْبٍ، إِلا غَفَرَ لَهُ قَبْلُ أَنْ يَسْتَغْفِرَهُ، هاِنَّ الرَّجُلَ لَيَشْتَرِي الثَّوْبَ بِالدِّينَارِ، فَيَلْبَسُهُ، فَيَخمَدُ الله -عَزَّ وَجَلَّ-، فَما يَبْلُغُ رُكبَتَيْهِ حَتَّى يَغْفِرَ لَهُ" (١).

اعلم يا أخي! أن جهنمَ سوداءُ مظلمة، لا رفيقَ تأنس به، ولا صديقَ تشكو إليه، ولا نوم فيريح، ولا نفس تستريح، سبحانَ من قضى عليهم بهذا المعاش، يبكون ولا ينفع البكاء والإجهاش، أكبر حسراتهم، فالكل عطاش، {لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ}.

تعبوا من الإستغاثة، وكلّوا وضَجِروا من الإعتذار، وملّوا وسجنوا


(١) رواه ابن أبي الدنيا في "الشكر" (٤٧)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (٤٣٧٩).

<<  <   >  >>