للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الفصل الثّاني

في ذكر القبر

قال ابن الجوزيِّ: أخبرنا هبةُ الله بن محمدٍ: أخبرنا الحسنُ بن عليِّ التميميُّ: أخبرنا أحمدُ بن جعفرٍ: حدثنا عبد الله بن أحمدَ: حدثنا أبي: حدثنا أبو معاويةَ: حدثنا الأعمشُ، عن المنهالِ بن عمرَ، عن زاذانَ، عن البراءِ بن عازبٍ، قال: خرجنا معَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - في جنازة رجل من الأنصار، فانتهينا إلى القبر، ولَمَّا يُلْحَد، فجلسَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، وجلسنا حولَهُ كأنّ على رؤوسنا الطيرَ، وفي يده عودٌ ينكُتُ به الأرضَ، فرفع رأسَه فقالَ: "اسْتَعِيذُوا بِالله مِنْ عَذَابِ القَبْرِ -مرتين، أو ثلاثاً-".

ثم قال: "إِنَّ العَبْدَ المُومِنَ إِذَا كَانَ في انْقِطَاعٍ مِنَ الدُّنْيَا، وَإِقْبَالٍ مِنَ الآخِرَةِ، نزلَ إِلَيْهِ مَلائِكَةٌ مِنَ السَّمَاءِ بِيضُ الوُجُوهِ، كَأَنَّ وُجُوههُمُ الشَّمسُ، مَعَهُم كَفَنٌ مِنْ أَكْفَانِ الجَنَّةِ، وَحَنُوطٌ مِنْ حَنُوطِ الجَنَّةِ حَتَّى يَجْلِسُوا مِنْهُ مَدَّ البَصَرِ، ثُمَّ يَجِيءُ مَلَكُ المَوْتِ حَتَّى يَجْلِسَ عِنْدَ رَأْسِهِ، فَيَقُولُ: أَيَّتها النَّفْسُ الطيِّبَةُ! اخْرُجِي إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنَ الله وَرِضْوَانٍ، قَالَ: فَتَخْرُجُ تَسِيلُ كَما تَسِيلُ القَطْرَةُ مِنْ فِي السِّقَاءِ، فَيَأْخُذُها، فَإِذَا أَخَذَها،

<<  <   >  >>