للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكذا الفأر، إلا أنه ذُكر منه صنف يجيء منه مسكٌ خير من مسك الغزلان بعشرة أمثاله.

والنحل تعمل لها ملكاً يهندس لحكم العمل، وتعمل بواباً لا يدع أحداً يدخل وعليه نجاسة.

ما مَرَّ يَوْلم عَلَى حَيٍّ وَلا ابْتكرَا ... إِلا رَأَى عِبَراً فِيهِ إِنِ اعتبَرَا

وَما مَضَتْ سَاعَةٌ في الدَّهْرِ وانْصَرَفَتْ ... حَتَّى تُؤَثِّرَ في قَوْمٍ لَها أثَرَا

إِنَّ اللَّيَالِيَ وَالأيَّامَ لَوْ سُئِلَتْ ... عَنْ عَيْبِ أنْفُسِها لَمْ تكتُمِ الخَبَرَا

يا هذا! تفكَّر في أمرك، وانقضاءِ عمرك، وإخراجِك من قصرك، والوزرِ الذي على ظهرك، ومحاسبتِك على سرِّك وجهرك.

عن أبي بكبر القرشيِّ، قال: كان رجل من أهل النعمة واليسار، له جارية كان بها مشغوفاً، وكان يتمنى الولدَ منها، فمكثت عندَه سنتين، ثم إنها اشتملت على حملٍ، فاشتد [فرحُه] بذلك، وطالت عليه الأيام؛ لشوقه إِلَى ولدها، حَتَّى إذا دخلت شهرَها، وَحَزَبَها الطلقُ، عرضت له علة، فمرض أياماً يسيرةً، وهي في طُلْقها، ثم إن الموتَ نزلَ به، وولدتِ الجارية غلاماً في الليلة التي مات منها، فقال رجل من قريش، يعتبر بذلك:

فِيمَنْ مَضَى لَكَ إِنْ فَكَّرْتَ مُعتبَرُ ... وَفي اللَّيَالِي وَفي الأيَّامِ مُدَّخَرُ

<<  <   >  >>