والله: الواو واو القسم حرف جر مبني على الفتح لا محل له من الإعراب. «الله» لفظ الجلالة اسم مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة في آخره وشبه الجملة متعلق بمحذوف فعل تقديره «أقسم».
وبعد، لقد عرفنا أن شبه الجملة يتضمن جارا ومجرورا أو ظرف زمان أو مكان. وعلينا أن ننتبه إلى أن حرف الجر يجب أن يكون أصليا ليؤلف مع مجروره شبه جملة وليضيف معنى فرعيا جديدا إلى ركني الجملة (المبتدأ والخبر إذا كانت الجملة اسمية والفعل والفاعل أو نائبه إذا كانت الجملة فعلية)، وإن لم يكن حرف الجر أصليا، انعدم وجود شبه الجملة وانعدم بالتالي تعلقه.
وحرف الجر الذي لا يصلح ليؤلف مع مجروره شبه جملة نوعان:
١ - حرف جر زائد.
٢ - حرف جر شبيه بالزائد.
النوع الأول لا يصلح ليؤلف مع مجروره شبه جملة وبالتالي لا يتعلق لأنه لا يضيف معنى فرعيا جديدا إلى ركني الجملة وإنما يؤتى به للتوكيد وتقوية أجزاء الجملة.
وأحرف الجر التي تستعمل أصلية وزائدة هي: من- الباء- اللام- الكاف.
أما النوع الثاني فيشمل «ربّ» وهي حرف يفيد التكثير والتقليل حسب ما تدل عليه القرائن، ولذلك عدها النحاة حرفا شبيها بالزائد لأنه يفيد معنى فرعيا جديدا، ولكنه لا يتعلق بشيء لأن المعنى الذي يفيده لا يحتوي الحدث كما يحتويه الزمان والمكان.
وهناك حرفان ينوبان عن «ربّ» وهما الواو والفاء. وسيمرّ في باب «حروف الجر» ما فيه الكفاية ولذلك لا نرى هنا حاجة إلى استباق الكلام.