للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

على إجراء هذين مجرى ما تقدم من العوامل القاصرة عن نصب الحال المتقدمة. والصحيح جعل مزية لهذين بجواز التقديم على وجه دون وجه، فيجوز إذا كان ذو الحال متقدما، نحو: سعيد مستقرّا في هجر (١). ولا يجوز إذا تأخر، نحو: مقيما عندك زيد، دليل الجواز قراءة الحسن البصري (٢): وَالسَّماواتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ (٣).

وقول ابن عباس: «نزلت هذه الآية ورسول الله صلّى الله عليه وسلّم متواريا


- وصاحبها، مثل: مقيما زيد عندك، أو مقيما عندك زيد، ومستقرّا زيد في هجر، أو مستقرّا في هجر سعيد. كما لا يجيز الأخفش تقديم الحال على عاملها المتضمن معنى الفعل دون حروفه، مثل: زيد مقيما ليت، ونحوه.
(١) على أن (مستقرّا) حال متقدم على عامله الجار والمجرور (في هجر)، وجاز ذلك لتقدم صاحب الحال سعيد.
(٢) انظر شرح العمدة ٤٣٦، وذكر القراءة البيضاوي في تفسيره ولم ينسبها للحسن ولا لغيره ٢/ ١٧٤. ونسبها ابن خالويه في القراءات الشاذة ١٣١ لعيسى بن عمر.
والبصري، هو أبو سعيد الحسن بن أبي الحسن يسار، من التابعين، ولد في المدينة المنورة سنة ٢١ هـ، وأخذ القراءة عن عدد من الصحابة وعاش في البصرة وبها مات سنة ١١٠ هـ. من أصحاب القراءات الشاذة. غاية النهاية ١/ ٢٣٥ والقراءات الشاذة ١٥.
(٣) سورة الزمر الآية: ٦٧.
على أن (مطويات) حال منصوب متقدم على عامله الجار والمجرور (بيمينه)، وذلك لتقدم صاحب الحال (السماوات). انظر معاني القرآن للفراء ٢/ ٤٢٥ وشرح العمدة ٤٣٦ - ٤٣٧ والكشاف ٣/ ٤٠٩ والمرادي ٢/ ١٥٨. ولا يرى ابن الناظم في هذه القراءة حجة للجواز لإمكان جعل (السماوات) عطفا على الضمير في (قبضته) و (مطويات) منصوب بها، و (بيمينه) متعلق بمطويات.

<<  <  ج: ص:  >  >>