للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والشيخ (١).

وأما (إذا) فاسم زمان مستقبل مضمن معنى الشرط غالبا لا تفارقه الظرفية، ولا يضاف عند سيبويه إلّا إلى جملة فعلية، وقد يليه الاسم مرتفعا بفعل مضمر على شريطة التفسير، مثل: إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ (١) (٢) وأجاز الأخفش (٣) في نحو ذا رفعه بالابتداء، وهو ضعيف، فأما قوله:

٢٦٢ - إذا باهليّ تحته حنظليّة ... له ولد منها فذاك المذرّع (٤)


- مبني، فإن أضيف إلى فعل معرب كالآية لم يبن. انظر الكشف عن وجوه القراءات السبع وعللها وحججها ٤٢٣ - ٤٢٤ والحجة في القراءات ٢٤٢ والبيان في غريب إعراب القرآن ١/ ٣١١ والإتحاف ١/ ٥٤٧.
(١) انظر المرادي ٢/ ٢٦٨ والأشموني ٢/ ٢٥٧ وقال ابن مالك في الألفية ٣٧:
وقبل فعل معرب أو مبتدا ... أعرب، ومن بنى فلن يفنّدا
(٢) سورة الانشقاق الآية: ١. والتقدير إذا انشقت السماء انشقت. والله أعلم.
(٣) شرح الكافية الشافية ٩٤٤، واختاره ابن مالك في شرح التسهيل ٢/ ٢١٣ قال: «وأجاز (يعني الأخفش) مع ذلك جعل المرفوع بعد (إذا) مبتدأ، وبقوله أقول؛ لأن طلب (إذا) للفعل ليس كطلب (إن) بل طلبها له كطلب ما هو بالفعل أولى مما لا عمل له فيه، كهمزة الاستفهام». واستدل به ابن جني في الخصائص ١/ ١٠٤ - ١٠٥ لمذهب أبي الحسن الأخفش، واستشهد ببيت ضيغم الأسدي:
إذا هو لم يخفني في ابن عمّي ... وإن لم ألقه الرجل الظلوم
(٤) البيت من الطويل، للفرزدق. وروي (المدرع) بالدال، فالبيت في المدح، وعلى رواية الشارح، وهي المشهورة فهو في الذم.
المفردات: المذرع: (بالذال المعجمة) من أبوه باهلي وأمه حنظلية في رأي الشاعر، والمدرع (بالدال) الذي يلبس الدرع لنجابته وشجاعته فهو يمدح -

<<  <  ج: ص:  >  >>