للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أخبركم بأحبّكم إليّ وأقربكم منّي مجالس يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا» (١).

أمّا إذا لم يقصد التفضيل فلا بدّ من المطابقة، كقولهم:

الناقص والأشجّ أعدلا بني مروان (٢). أي عادلاهم.

ولكثرة استعمال (أفعل) لا لتفضيل طرده المبرّد (٣)، كقوله


(١) أورد الحيث شاهدا على أن اسم التفضيل المضاف المراد به معنى المجرد، يجوز أن يطابق المجرد منها، فيلزم الإفراد والتذكير، كما في (أحبكم، وأقربكم) فهما مضافان إلى ضمير الجمع وأفردهما مذكرين، وأنه يجوز فيه مطابقة المضاف إليه كما في (أحاسنكم) فقد جاء اسم التفضيل جمعا ليطابق ضمير الجمع. ومثل هذا يقال فيما ورد آخر الحديث (أبغضكم وأبعدكم) وقوله في بعض روايات أحمد: (مساويكم).
والحديث أخرجه الترمذي في (كتاب البر والصلة، باب ما جاء في معالي الأخلاق) ٤/ ٣٧٠ (٢٠١٨) ولفظه: عن جابر أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «إن من أحبكم إليّ وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا، وإن أبغضكم إليّ وأبعدكم مني مجلسا يوم القيامة الثرثارون والمتشدقون والمتفيهقون».
وأخرجه أحمد عن عبد الله بن عمرو بألفاظ لم تورد الشاهدين في حديث واحد، انظر المسند ١١/ ٤٩ (٦٥٠٤) و ١١/ ٣٤٧ (٦٧٣٥) و ١١/ ٣٨٠ (٦٧٦٧) و ١١/ ٤١٨ (٦٨١٨) و ١١/ ٦٠٨ (٧٠٣٥). ومجمع الزوائد ٨/ ٢١ والنهاية لابن الأثير ٥/ ٢٠١.
وانظر شرح الكافية الشافية ١١٣٧ وشرح العمدة ٧٦٠ - ٧٦١ وابن الناظم ١٨٨ والهمع ٢/ ١٠٣.
(٢) المراد بالناقص يزيد بن الوليد بن عبد الملك بن مروان، قيل: سمي بذلك لنقصه أرزاق الجند، وبالأشج عمر بن عبد العزيز بن مروان، سمي بذلك لشجة أصابته من دابة.
(٣) المقتضب ٣/ ٢٤٧ قال: «واعلم أن أفعل إذا أردت أن تضعه موضع الفاعل -

<<  <  ج: ص:  >  >>