للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بعدها، بدليل نحو قوله:

٣٦٣ - لو اعتصمت بنالم تعتصم بعدى ... بل أولياء كرام غير أوغاد (١)

وإن كانت بعد غير نفي أو نهي فهي لإزالة الحكم عمّا قبلها حتى كأنه مسكوت عنه وجعله لما بعدها، كجاء زيد بل عمرو.

وإن عطفت على ضمير رفع متّصل فافصل بضمير منفصل، مثل: لَقَدْ كُنْتُمْ أَنْتُمْ وَآباؤُكُمْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (٢) أو بفاصل مثل: ما أَشْرَكْنا وَلا آباؤُنا (٣).


(١) البيت من البسيط، ولم أعرف قائله. وروي: (كفاة) بدل (كرام) و (أوكال) بدل (أوغاد).
المفردات: اعتصمت: التجأت. كفاة: جمع كاف، من كفاة أمره إذا لم يحوجه لغيره. أوغاد: جمع وغد، وهو خفيف العقل، أو الدنيء. أوكال:
جمع وكل، وهو المتهاون الذي يكل أمره إلى غيره.
الشاهد في: (بل أولياء) على أن أولياء معطوف ببل على (عدى) مجرور وعلامة جره الفتحة لمنعه من الصرف لاتصاله بألف التأنيث الممدودة، والتقدير: بل اعتصمت بأولياء، وهو مثبت، فلا يصح أن ينقل النفي إلى ما بعد (بل) وهو (أولياء) كما يرى المبرد؛ لأن المعنى يصير بل لم تعتصم بأولياء. وهذا ينافي الافتخار الذي هو غرض الشاعر.
شرح الكافية الشافية ١٢٣٤ وشرح العمدة ٦٣١ وابن الناظم ٢١١ وشرح التحفة الوردية ٣٠٠ والعيني ٤/ ١٥٦ وشرح شواهد شرح التحفة للبغدادي ٣٥٧ - ٣٥٨ والهمع ٢/ ١٣٦ والدرر ٢/ ١٨٦.
(٢) سورة الأنبياء الآية: ٥٤. حيث فصل بين المعطوف (آباؤكم) والضمير المعطوف عليه في (كنتم) بضمير الفصل (أنتم).
(٣) سورة الأنعام الآية: ١٤٨. فقد فصل بين المعطوف (آباؤنا) والمعطوف عليه الضمير المتصل في (أشركنا) ب (لا).

<<  <  ج: ص:  >  >>