للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مصدره الفعال، نحو قاتل قِتالًا، وضَارَبَ ضِرابًا، وهو قياس في مصدر: فاعل، والمُفاعلة كالمُقاتلة والمُضارة.

وهو لغةً: التَّصديق.

وشرْعًا: تَصْديق بالقواعد الشرعية من وجوب وجُوده -سبحانه وتعالى- ووَحدَانيَّته وصفاته الثابتة له، وتنزِيهها عن سِمات الحَدَث والنَّقص (١).

والحديث دالٌّ على أنَّ السؤالَ إنما هو عن حقيقةِ الإيمانِ والإسلام، ولهذا تطابق الجوابُ بقوله: "أنْ تُؤمِنَ" إلي آخرهِ.

و"الإيمان بالملالكة": أنهم كائنون في العبادة، لا يَعْصونه طَرْفَةَ عينٍ، مُلازِمون علي امتثال الأوامر، صادِقون فيما أخبروا به عن ربهم -تبارك وتعالى-.

و"اليوم الآخر": هو يوم القيامة، وما اشْتَمَلَ عليه مِنَ البعث والجزاء والحِساب، والميزان والصِّراط، والجنَّة والنار.

الرابع عشر: اختَلَفَ عُلماءُ الأصول في الأسماء اللغوية هل هي مبقاة علي وضعها اللغوي، والشَّارع إنَّمَا تَصَرَّفَ في شُروطها وأحكامها أم لا؟ ومَحَلُّ الخوضِ في ذلك كُتُبُ "الأصول" فالإسلام والإيمان يَعُمَّان كلَّ انقِيَادٍ وكُل تَصْدِيقٍ، وقَصرَهما الشارع على انقياد وتصديق مخصوص كما في الأسماء العُرفيَّة، كالدابة، فإِنَّهَا في الأصل لكل ما يدُبُّ، ثم خُصِّصت بالعرف للبعض (٢).


(١) سيأتي في كلام المؤلف أن الإيمان: تصديق وانقياد، والتصديق يكون بالقلب واللسان وساء الجوارح كما في الحديث " ... والفَرْجُ يُصَدق ذلكَ أو يُكَذِّبُهُ" [رواه البخاري (٦٦١٢)، ومسلم (٢٦٥٧)]. أَمَّا شَرعًا فكما تقدَّمَ في كلام المؤلف: إنه قول وعمل واعتقاد، يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية. أما هذا التعريف فيقصِدُ به أصل الإيمان.
(٢) انظر: "المفهم" (١/ ١٤٠).

<<  <   >  >>